السؤال
السلام عليكم.
أيها القائمون على هذا الموقع المبارك، أنا فتاة من عائلة معزولة قليلا، وانطوائية، عندما أنظر إلى هذه الحالة التي فيها أتساءل كيف لي أن أتزوج؟ حتى والدي لا يعزز علاقاته مع الناس، هو متقاعد ويجلس طوال النهار في البيت، فلم أر سوى طريقة واحدة للظفر بالزوج المسلم وهي مواقع التواصل الاجتماعي؛ لأني سمعت بأزواج تعرفوا ببعضهم عبر الانترنت فقط! قد تنصحونني بتقوية علاقاتي الاجتماعية، ولكن الأمر صعب علي، إذ أني أفتقر إلى المهارات الاجتماعية أيضا.
فما رأيكم بذلك؟ هل تظنون أني قد أجد الزوج المناسب بتلك الطريقة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ متساءلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض لفكرة السؤال، ونسأل الله أن يعجل لك بصالح ابن حلال، وأن يصلح لنا ولكم الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.
لا يمكن أن تكون مواقع التواصل بديلا للتواصل الحي الفعال الطبيعي، ولا تصلح مواقع التواصل بداية ونهاية لزواج ناجح، بمعنى أن من يحصل بينهم تعارف عبر مواقع التواصل حتى لو كانت مواقع منضبطة للزواج يحتاجوا إلى نقل الفكرة إلى الواقع وبسرعة ليكون المجيء للبيوت من أبوابها.
ونحن لا نشجع الزواج عن طريق مواقع التواصل للاعتبارات الآتية:
1- لكون المواقع لا تخلو من التمثيل والخديعة.
2- لكونها وسيلة محفوفة بالمخاطر، وسيئة السمع عند أفراد المجتمع.
3- لكونها مدخلا للشيطان وللشكوك مستقبلا.
4- لكونها نوعا من أنواع الخلوة.
5- لما فيها من إمكانات التجاوز والعبث بالصور والأسرار والمشاعر.
6- لبعدها عن رقابة الأولياء.
7- لكون الغالب على ما فيها هو الشر، بالإضافة إلى ما فيها من إغراء وجاذبية.
8- لكون الإدمان عليها مسببا للإعاقة الاجتماعية.
وإذا كان هناك بعض الحالات التي نالت بعض النجاح، فذلك يرجع لأسباب منها:
1- جدية الموقع والضوابط الموضوعة.
2- سرعة الانتقال إلى الواقع الفعلي، والتواصل الحي، واعتبار مواقع التواصل وسيلة لعرض المعلومات الأساسية، والتعريف بمكان الأولياء.
3- لإشراك الأهل في فكرة مواقع الزواج أو إعلامهم، وطلب مساعدتهم.
4- لصدق ووضوح العرض للسيرة الذاتية.
وأنت بلا شك مثل بناتنا وأخواتنا، ونحن ندعوك للتحرك في الوسط النسائي، وحضور المحافل النسائية، والتواصل مع الصالحات من زميلات الدراسة؛ لأن أكثر من يريد الزواج يلجأ إلى أخواته ومحارمه من النساء، وهن يبحثن عن أمثالك من الفاضلات، فأظهري ما وهب الله لك من جمال وذوق ودلال بين النساء، وأحسني التعامل معهن حسب المتاح، واطلبي مساعدة الوالدة والخالات، وأشغلي نفسك بالطاعات، وباللجوء إلى من يجيب المضطر وينزل الرحمات، ولا يحملك تأخر الخطاب على تقديم التنازلات، فإن بحث الشباب عن أمثالك من العفيفات، وقد ثبت أن الزواج أكثر في المتسترات، والنجاح أكثر وأعظم عند من يحرصن على صحة وشرعية البدايات، والبدايات المشرقة بالحياء والدين توصل إلى النهايات المشرقة.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونذكرك وجميع بناتنا بالحذر واليقظة عند التعامل مع مواقع التواصل؛ لأن في الشباب ذئابا، وربنا هو الحافظ والهادي إلى الحق والخير والصواب.
نسأل الله أن يعجل لك بشاب صالح مصلح يسعدك وتسعدينه، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.