لماذا لا نرى العين منتشرة عند الغرب أو الكفار؟

0 27

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي استفسار بخصوص العين والحسد.

كما نعلم أن العين والحسد موجودة، وأثرها معلوم وواضح، لكن لماذا لا نرى العين منتشرة عند الغرب أو الكفار؟ هل العين تصيبهم مثلما تصيبنا؟ وإذا كانت تصيبهم فكيف يتعالجون منها وهم لا يقرؤون القرآن أصلا؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم-، والجواب على ما ذكرت:

لا شك أن هذه الأمراض التي تصيب المسلمين من عين وسحر تصيب غير المسلمين أيضا، ولا يعرفون طرق الخلاص منها مثلما نعرف، وإنما يلجؤون في الخلاص منها إلى السحرة والدجالين، فيتسلطون عليهم أكثر ويزداد مرضهم حتى يصل بعضهم إلى الانتحار من شدة ما يجد من آلام، ولا يكاد أحد منهم يسلم من هذه الأمراض، بل هي منتشرة بينهم أكثر من المسلمين بسبب كفرهم وبعدهم عن الله تعالى، وكثرة السحرة بينهم الذين يؤذونهم بأسحارهم، بل إن السحر عندهم يدرس وله مراكز متخصصة بذلك.

وإذا وجد أحد من غير المسلمين لا يعاني من سحر أو عين، فإنه لا شك أنه يعاني من تسلط الشياطين عليه بما يدفعه إلى الكفر والطغيان، وهذا أشد مما يقع للمؤمن من بلاء أو أذى في البدن بسبب السحر أو العين، قال تعالى: {ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا}[ سورة: مريم - آية: ٨٣ ]، والأز: الدفع عن الطاعة إلى المعصية.

وأخيرا فإن الذي يثير في أنفسنا هذا التساؤل ما نشاهده من الابتلاء للمسلمين الذي يصيب البدن، فنظن أن الكفار ليس فيهم شيء مما نعاني، والواقع أن حالهم أشد بلاء، فهم مصابون في دينهم، فقد كان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ولا تجعل مصيبتنا في ديننا" [رواه الترمذي].

كما أن المسلمين عندما يقع البلاء عليهم فهو كفارة لذنوبهم وزيادة في حسناتهم، ورفعا لدرجاتهم، بخلاف غير المسلمين، فهي محق لهم، وعقوبات معجلة في الدنيا غير ما ينتظرهم في الآخرة، قال تعالى: "وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين" [سورة: آل عمران - آية: ١٤١].

وفقك الله لمرضاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات