السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب عمري ٢٥ سنة، كنت أشعر بألم الجوع حتى مع الشبع منذ ثلاثة أشهر، وبعد الفحص بالسونار تبين أنها اضطرابات الجهاز الهضمي، وطلب مني الطبيب فحص جرثومة المعدة، ووصف لي زوركال حبتين في اليوم قبل الإفطار والعشاء، وتيراكتين لفتح الشهية، فأخذته لمدة يومين فقط، لأنه يسبب لي الخمول، وأيضا وصف لي حقنتين فيتامين كل ثلاثة أيام، لتنشيط الجسم، فتحسنت حالتي، ولم أقم بفحص جرثومة المعدة.
عادت الحالة بعد فترة، حيث صرت أشعر بألم الجوع وحرقة في المعدة، وبعد الفحص تبين أنها جرثومة المعدة، علما أني لا أعاني من قيء أو رائحة نفس كريهة أو براز داكن، فذهبت للصيدلي، فوصف لي هيليكيور حبتين في اليوم، ولكن يظل شعور ألم الجوع يلازمني، فآخذ حبة من الزوركال فتريحني.
بسبب الجرثومة أصبحت أوسوس جدا، وكل يوم أظل أقرأ عنها حتى تعبت من كثرة التصفح، وأخاف أن يكون خطيرا، علما أنني خطبت فتاة منذ شهرين، وكلما أكلمها بالهاتف أشعر بألم في المعدة وحرقة وغازات وعسر الهضم والرغبة في التبرز.
هي تصبرني وأنا لا أريد أن أخسرها، فقبل معرفتي بالجرثومة كنت آكل وأعيش يومي في سعادة رغم الألم، ولكن بعدما عرفت بالجرثومة ساءت حالتي، وأنا سأتزوج في شهر اغسطس القادم، وخائف من هذه الأعراض أن تؤثر علي، أفيدوني، هل أذهب للطبيب؟ وهل أستطيع الزواج؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ MOHAMED حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حسب ما ورد في الاستشارة: فإنك مصاب بجرثومة المعدة، وهذه من الحالات المرضية الشائعة جدا، ولا تدعو للقلق نهائيا، وجرثومة المعدة هي نوع من أنواع البكتيريا تعيش في المعدة والاثنى عشر، ويمكن أن تسبب التهابا بسيطا في جدار المعدة أو القرحة المعدية، وإن نسبة 50% من البشر لديهم الإصابة بجرثومة المعدة، ولكن الأعراض لا تظهر عند الجميع.
إن طرق العدوى غير محددة بصورة دقيقة، ولكن أغلب الأسباب هي استعمال أدوات الطعام للمريض المصاب، أو تناول الطعام الملوث، وعدم الاهتمام بقواعد النظافة.
وأهم الأعراض المرافقة للإصابة: هي آلام وحرقة في الجزء العلوي للبطن، مع الشعور بحرقة وحموضة، وقد تظهر أعراض الارتجاع المريئي، مع غازات وانتفاخات في البطن، والإصابة المزمنة قد تتسبب بحدوث فقر الدم، وتوجد أعراض تدل على أن الإصابة بجرثومة المعدة هي إصابة شديدة، ومن أهم هذه الأعراض: ارتفاع الحرارة والآلام الشديدة في البطن، والدوخة والدوار الشديد، ويتم التشخيص عادة إما بتحليل الدم أو البراز، أو بالطريق التنفسي.
والعلاج عادة هو بالعلاج الثلاثي: مضادات حيوية ودواء حموضة، مع اتباع للحمية المناسبة، وأهم عوامل الوقاية هي باتباع قواعد النظافة العامة، وأهمها غسل اليدين بشكل جيد بعد الخروج من الحمام، وقبل الطعام، وتنظيف الخضار والفواكه بصورة جيدة قبل تناولها، وتجنب استعمال أدوات الطعام للمريض المصاب، ومن العوامل الطبيعية لعلاج جرثومة المعدة: العسل والرمان والخل والزنجبيل، ولكن في هذا المجال يفضل الاستعانة بأخصائي التغذية لمعرفة الجرعات المناسبة وطرق الاستعمال الأفضل.
وأهم النصائح بالنسبة للحمية: تناول الطعام ببطء مع المضغ الجيد، لأن ذلك يؤدي للهضم الجيد، وتجنب الحموضة والغازات، وتناول قطعة من الخبز، أو قطعه من البسكويت السادة صباحا على الريق لأنها تساعد على تخفيف الحموضة المعدية الصباحية، مع تجنب الأطعمة الدسمة والمقليات، والأطعمة الغنية بالبهارات، أو الفلفل والشطة، وتناول وجبات صغيرة ومتعددة عوضا عن وجبتين أو ثلاث وجبات كبيرة مع التخفيف قدر الإمكان من المشروبات الغازية والقهوة والشاي، والتخفيف من شرب السوائل أثناء وجبات الطعام، وعدم النوم بعد الطعام مباشرة، وإنما الانتظار على الأقل من ساعتين إلى ثلاث ساعات بعد آخر وجبة، وارتداء الملابس الواسعة، لأن الملابس الضيقة تزيد من الضغط على المعدة وتزيد من الارتجاع المريئي، ووضع مخدة أو اثنتين تحت الأكتاف عند النوم، لأن ذلك يساعد على تخفيف الارتجاع المريئي والشعور بالحموضة.
ونرجو لك من الله تمام الصحة والعافية.