بسبب الوساوس أصبحت أتمنى زوال الدنيا، فما الخلاص؟

0 80

السؤال

السلام عليكم

أكلتني الوساوس، كل ما أتمناه أن تنتهي هذه الدنيا وإن كنت لم أجهز لآخرتي شيئا، لم أعد قادرة على تهوين الأمور، كل شيء أصبح صعبا بالنسبة لي، حتى إعداد فنجان قهوة أصبحت أستثقله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ترنيم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اعلمي أن هذه الدنيا دار ابتلاء واختبار، وأن الإنسان معرض فيها للمشقة والتعب والنصب، فلا بد أن يوطن نفسه على الصبر والتحمل واحتساب الأجر في الآخرة.

كما أن على المسلم أن يؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره حلوه ومره، وأن لا يتسخط على ما أصابه من تعب وابتلاء.

بل عليه أن يأخذ بأسباب دفع البلاء عن نفسه، ثم يرضى بما أصابه، فإن التسخط على القدر لا يدفعه، بل يحرم صاحبه من أجر الصبر عليه، ويوقعه في إثم التسخط على أقدار الله سبحانه.

لذا نصيحتنا لك أن تعودي نفسك على الصبر والتحمل وتأخذي بأسباب دفع الوسواس عن نفسك، وقد بيناها لك في استشارات سابقة.

وأن يكون تعلقك بالله سبحانه، وأن تكثري من الذكر والاستغفار والتسبيح، وقراءة القرآن حتى تهدأ نفسك، ويذهب ما بك من قلق واضطراب.

واستعدي للآخرة بالطاعات والقربات حتى تفوزي بنعيمها، ولا تتمني الموت وانتهاء الحياة ، فإن ذلك لا يجوز، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يتمنى أحدكم الموت، إما محسنا فلعله يزداد، وإما مسيئا فلعله يستعتب)، يستعتب؛ أي: يرجع. رواه البخاري.

وكما أن تمني الموت يدل على عدم الصبر وعدم الرضا بالقدر وهذا غير جائز.

فعليك بتغيير هذا التفكير السلبي عن نفسك وعن الحياة، وتدربي على التفكير الإيجابي، وابحثي عن كل جميل وخير في الحياة؛ وحدثي نفسك به لعلها أن تتحسن، وتفاءلي، واستعيذي بالله من الشيطان ووسوسته، وإن شاء الله ينشرح صدرك، وتهدأ نفسك، وتسعدي بالحياة.

وفقك الله لما يحب ويرضى، ويسر أمرك، وأصلح حالك، وشفاك من كل داء يؤذيك.

مواد ذات صلة

الاستشارات