أصبت في فترة الاختبارات بحالة من الخوف، وقلة الشهية، وقلة التركيز

0 72

السؤال

أنا عانيت في صغري من مشاكل أسرية شديدة جدا، كالعنف، والفقر، ولكن ليس هذا المهم، فكل أفراد الأسرة عاشوا هذه الظروف ولست وحدي، ولكن كنت الأشد تأثرا بينهم، ووصفوني مزحا بـ (الخوافة).

مرت السنوات وتخرجت من الثانوية بمعدل ممتاز 99٪، ودخلت تخصص أرغبه وبي من الحماس والإقبال، وبعد أن بدأت فترة الامتحانات أصبحت في حالة مزرية، خوف شديد، وغثيان، وقلة شهية، وحزن، وبكاء، ولكن لم أستسلم، وأكملت، ونجحت في جميع المواد بمعدل مرتفع.

استمرت هذه الحالة إلى بداية الفصل الثاني، وكانت في ازدياد، وبدأت الاختبارات الشهرية، كنت أدرس في الشارع لشدة ما أعاني من قلة التركيز، والخوف، وعدم الرغبة في البدء بأي شيء.

قررت أن أعتذر عن الجامعة وللأبد، رفض جميع أهلي، ولكن كانت حالتي في ازدياد إلى أن قدمت برضى الجميع.

بدأ الإحباط، والانهزام، والاشمئزاز من نفسي، عراك في داخلي، بدأت بمسيرة حفظ القرآن، وبعد سنتين بدأ يراودني نفس الشعور بترك مسيرة الحفظ، الأعراض التي كنت أعاني منها، والآن أشعر بها.

ضيق، انعدام الشهية، خوف، رؤية سوداوية للحياة، المكوث في الفراش، وعدم الرغبة بأي شيء، بكاء وخصوصا عند الاستيقاظ من النوم، التفكير (بشدة) بالانتحار، أخاف جدا أن أفعلها وأخسر الدنيا والآخرة.

وقد ذهبت إلى طبيب نفسي ووصف لي بروزاك ولم يكن سريعا، فوصف لي بباروكسات مع حبوب مهدئة ومنومة، استمررت عليها ثلاثة أشهر، ثم تركتها تدريجيا من تلقاء نفسي؛ لأني لا أستطيع تحمل المبالغ، بالإضافة إلى كره نفسي عند تناول العقاقير النفسية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شيهانة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فترة الطفولة قد انتهت بكل سلبياتها ولا بد أيضا أن يكون لك في فترة طفولتك إيجابيات، والدليل على ذلك هو تفوقك الأكاديمي، المهم المعاناة كثيرا ما تبني فينا الثقة بالنفس والثبات، وأعتقد أن هذا أيضا ينطبق عليك، تعاملي مع الأمور بشيء من الإيجابية، لا تعيشي في الماضي، عيشي الحاضر بقوة وفكري في المستقبل بأمل ورجاء، ولا بد أن يكون لك مشروع حياة، حفظ القرآن من أعظم مشاريع الحياة، حتى وإن أحسست بشيء من التردد حيال الحفظ أقول لك اعزمي وكوني صابرة وكوني حازمة مع نفسك، لا تضيعي على نفسك هذه الفرصة أبدا، ولا تتركي ثغرات للشيطان.

أنا أعتقد أن عندك مزاج اكتئابي قلقي، وهذا لا أريد أن أسميه علة نفسية رئيسية، يمكن أن تغيري فكرك ومشاعرك وذلك من خلال الاجتهاد في أفعالك، تكون الأفعال إيجابية، أن تديري وقتك بصورة ممتازة، أن تتواصلي اجتماعيا، أن تكوني شخصا متميزا في أسرتك هذه كلها أفعال عظيمة.

وأريدك أن تحرصي على النوم الليلي المبكر هذا مفيد جدا وتستفيدي من الصباح، الإنسان الذي ينجز صباحا يعالج اكتئابه، تنفرج الأسارير ويحس الإنسان بمكافأة نفسية داخلية، ممارسة أي نوع من الرياضة، رياضة المشي، رياضة داخل المنزل كل هذا -إن شاء الله تعالى- يجدد طاقتك النفسية ويجعلها إيجابية.

الحديث عن الانتحار حقيقة حديث مؤلم جدا، الدنيا بخير -يا ابنتي- ولك الكثير والكثير الجميل الذي يمكن أن تعيشي من أجله، وتدبري وتمعني في قوله: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما)، الله رحيم بنا في كل شيء، والكروب تفرج -إن شاء الله تعالى-، الزمي الاستغفار وأكثري من الصلاة على الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فهذا فيه إعانة كبيرة جدا.

بالنسبة للعلاج الدوائي كما تفضلت قد لا يكون أصلا مهما في حالتك، لكن حتى تكتمل الأطر العلاجية من إرشاد نفسي، وتوجيه اجتماعي وإسلامي، سيكون أيضا أمر إيجابي لو تناولت عقار زوالفت والذي يسمى سيرترالين، تحتاجين له لمدة بسيطة قصيرة وبجرعة صغيرة، تبدئي بجرعة نصف حبة فقط 25 مليجرام تتناوليها ليلا لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعليها حبة واحدة ليلا أي 50 مليجرام لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوم بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناوله، الجرعة الكلية للزوالفت هي 4 حبات في اليوم، لكنك لا تحتاجي لأكثر من هذه الحبة التي وصفتها لك، وإن شاء الله تعالى هذا الدواء يساعدك إيجابيا ويؤدي إلى نوع من التحفيز النفسي الإيجابي دون أن يكون له أي آثار سلبية على صحتك الجسدية أو النفسية أو الهرمونية.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات