لدي مشكلة مع القلق المستمر والمخاوف.. كيف أتغلب على مخاوفي؟

0 111

السؤال

السلام عليكم

لدي مشكلة مع القلق الدائم، وخوف مستمر، لا أعرف مصدره، دائما أنا في صراع صحيح أتغلب على مخاوفي، لكن الأمر هذا يرهقني جدا.

المشكلة الثانية التي أحس أنها تتعلق بالأولى هي أني بعد موقف حصل معي أثناء حديثي في مجتمع نسائي أتتني نوبة هلع مفاجئة، فتوقفت عن الحديث.

من بعدها صار عندي خوف من مباغتة النوبة لي، صرت أخاف المشاركة في أي حوار، وأتعمد ألا أطيل الكلام كي لا أصاب بتلك النوبة مرة أخرى.

سؤالي: عن العلاجات السلوكية التي تفيد في مثل حالتي، وكيف أتحلى بالشجاعة وأتخلص من رهبة البدء بالحديث؟ مع العلم أن الصراعات هذه تحدث داخل نفسي، ولا أبديها للآخرين.

لدي سؤال آخر بعيدا عن الموضوع، فقدت ثقتي بزوجي بسبب خيانته لي، وتحولت حياتي لجحيم مع الشك طوال اليوم، أترقب وأحاول أراقبه، هل فيه تصرف متوازن يريحني؛ لأني فعليا أفكر بالانفصال؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غدير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، سلوكيا يمكن للإنسان أن يتخلص من الخوف الاجتماعي من خلال تحقير فكرة الخوف، وتصحيح المفاهيم.

تصحيح المفاهيم كثير من الذين يعانون من الرهبة الاجتماعية يعتقدون أنهم سوف يفشلون في الموقف الاجتماعي المعين، ويأتيهم الاعتقاد أنهم سوف يفقدون السيطرة على الموقف، أو أنهم تحت مراقبة الآخرين، وكثيرا من الناس يعتقد أنه يتلعثم ويرتجف أمام الناس، وهذا ليس صحيحا.

إذا تصحيح المفهوم مهم جدا، وأنك غير مراقبة هذا ضروري جدا، الأمر الآخر هو أن تدربي نفسك على ما نسميه التعرض في الخيال، اجلسي لمدة 20 دقيقة في مكان هادئ في المنزل، وتصوري أنك أمام جمع كبير من النساء، وطلب منك مثلا أن تقومي بخدمة ما أو ترحبي بالضيوف، تصوري هذا الموقف وتصوريه بتمعن ودقة، ويجب أن يكون هنالك شريط حيوي يمر بذاكرتك حول هذا الموقف، منذ بدايته إلى نهايته، هذا نسميه التعريض في الخيال، وإذا كرره الإنسان وطبقه بصورة ممتازة فيعتبر من أفضل الطرق السلوكية التي تحسن أداء الإنسان أمام الآخرين.

عليك أيضا أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، هذه التمارين مفيدة جدا، خاصة تمارين التنفس المتدرجة، اجلسي في مكان هادئ في الغرفة، اغمضي عينيك قليلا، افتحي فمك قليلا، ثم خذي نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، بعد ذلك احصري الهواء في صدرك لمدة 4 إلى 5 ثوان، ثم أخرجي الهواء عن طريق الفم بقوة وبطء، كرري هذا التمرين 5 مرات متتالية صباحا ومساء، تمارين جيدة جدا تفيد الإنسان لمواجهة القلق والتوتر والخوف.

علمي نفسك أيضا أن تأخذي نفسا قبل بداية الكلام، حين تملئين رئتيك بالهواء، وينتشر الأوكسجين في جسمك هذا يعطيك أريحية وسلاسة في التخاطب، من الضروري جدا أن تنضمي إلى أي عمل اجتماعي، أو دعوي، اذهبي إلى مراكز تحفيظ القرآن، هي تمارين ممتازة جدا لتطوير المهارات الاجتماعية، وتنمية القدرة على المواجهة بالنسبة للإنسان، هذه هي الإرشادات السلوكية التي أود أن أقولها لك في هذا السياق.

أما بالنسبة لخيانة الزوج، فإذا أثبت هذا، فهذا أمر مؤلم قطعا، وأمر مؤسف جدا، فتناصحي معه، وكوني ودودة، كوني طيبة، حاولي أن تعالجي معه الأسباب إذا كانت هنالك أسباب لهذه الخيانة، ويجب أن تتأكدي، هل الأمر مجرد ظنون وشكوك أم هي حقيقة واقعة؟

سلي الله تعالى له الهداية، ويمكنك أن تغيري سلوك زوجك هذا ممكن جدا، مثلا اقترحي عليه أن تقرؤوا شيئا من القرآن مع بعضكم البعض مرة إلى مرتين في الأسبوع، دعيه مثلا يصلي معك نافلة في الليل، هذا يجعله يحس حقيقة بالذنب فيما يفعله، وقد يكون ذلك بابا من أبواب الهداية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات