أشعر بضيقة جعلتني ألجأ للتدخين، ما تفسيركم لحالتي؟

0 130

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أعاني من الضيقة والاكتئاب، ولا أدري ما سبب ضيقتي، لكنني إذا خرجت من بيتي، وذهبت إلى صديقاتي ولم أر أحد أفراد عائلتي لا أشعر بالضيق، صرت أكره بيتي، وأتمنى الزواج لكي أخرج منه، مع أنني أصلي -الحمد لله-.

تخرجت هذه السنة من الجامعة، وسجلت هذه الفترة بمدرسة لتحفيظ القرآن لكي لا أبقى في البيت، وحفظت (جزء عم) وتبقى لي من جزء تبارك سورتان لأختمه، لكنني لا أقرأ من المصحف إلا السور التي حفظتهن، صرت أحب الجلوس بمفردي، ولا أحب لمة الأهل، كرهت نفسي وكرهت الناس من حولي، ولا أدري لماذا.

اتجهت للتدخين لكي أنسى ضيقتي، ولكن بعد التدخين يرجع لي الضيق ولا أعرف ما السبب؟ أشعر بأن أخواتي يكرهنني -إلا أختي الكبرى- حبيبة قلبي، ولكنني أحب جميع إخوتي، لاحظت أن أخواتي يعاملون بعضهم بعصبية، ولكننا نساعد بعضنا في المحن والأفراح، ولا أدري لماذا هذه المعاملة بين بعضنا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الحرة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

اسعي أنت لكي تكوني حاملة للواء الأمن والسلامة في أسرتك، أصلحي ما بين أفراد أسرتك، كوني دائما إيجابية، هذا يعطيك شعور عظيم، شعور بالأمان، شعور بالإنجاز وشعور بالمردود الإيجابي على النفس، حاولت أن أبدأ بهذه النصيحة لأنني أعتقد أنها جوهر المشكلة بالنسبة لك، شعورك بالضيق وأنت داخل المنزل، عدم استلطاف أعضاء الأسرة -ما عدا أختك الكبرى-، أقول لك لا، يجب أن يكون لديك انتماء وموالاة لأسرتك، وهذا الشعور البغيض (شعور الكراهية) يجب ألا يكون جزءا من حياتك أبدا، وأنت حين تكونين متميزة وتكونين دائما صاحبة مبادرات إيجابية في الأسرة هذا سوف يجعلك تحسين بميزات عظيمة -كما ذكرت لك-، وقطعا سوف يعود عليك بأفضل مزاج، ونظرة أخوتك نحوك سوف تتغير.

الإنسان لابد أن يلعب دورا إيجابيا في الحياة خاصة على نطاق الأسرة، التفتي لنفسك، الاكتئاب، والقلق، والتوتر، وهذه الضيقة لا تقبليها، هل يقبل الإنسان أي شعور يأتيه؟ لا، الله تعالى حبانا بنعمة العقل ونعمة المقدرة على تصفية وفرز وفلترة الفكر حتى نتخير ما هو طيب منه، أنت صغيرة في السن، -إن شاء الله تعالى- أمامك مستقبل طيب، أسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح.

حزنت كثيرا لموضوع التدخين، لماذا؟ لماذا تعاقبين نفسك بهذه الكيفية؟ هذا لا يناسبك أبدا، أرجو أن تتوقفي عن ذلك تماما، لا يمكن أن تعالجي الأمور بهذه الكيفية، اجعلي لنفسك رفقة صالحة، مشروع حفظ القرآن يجب أن يستمر واجعليه مشروع حياة، إنجاز، أقدمي عليه وسوف يقدم لك الخير -إن شاء الله تعالى-، مارسي تمارين رياضية أي تمارين رياضية تناسب الفتاة المسلمة، نامي نوما ليليا مبكرا، استيقظي من الصباح وكوني نشطة بعد صلاة الفجر، يمكن أن تقومي بكثير من الإنجازات، الذين يستفيدون من البكور يستفيدون من بقية عمرهم وحياتهم؛ لأنهم يحسنون إدارة وقتهم، هذه هي النصائح التي أود أن أنصحك بها.

إن كانت الأعراض -أي القلق والاكتئاب- بالإطباق والشدة، ربما يكون من الأفضل أن تذهبي وتقابلي طبيبا نفسيا، أو طبيبة الأسرة، وربما تحتاجين إلى دواء بسيط جدا من مضادات القلق والاكتئاب، عقار مثل زوالفت لفترة ثلاثة أشهر، سيكون جيدا جدا بالنسبة لك إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات