السؤال
السلام عليكم.
أنا أرملة منذ ثلاث سنوات، تزوجت وأنا صغيرة وأنجبت طفلين، ولم أكمل تعليمي، ومات زوجي فعدت إلى بيت أهلي.
فكرت في إكمال تعليمي، وفعلا درست الثانوية، والتحقت بكلية الطب البشري، وأنا الآن في السنة الثانية من الدراسة، لكن كلام الناس بدأ يجعلني أشك بقدرتي على مواصلة تعليمي، وخصوصا من أجل أطفالي، فالجميع يرون أن واجبي أن أتفرغ لتربية أطفالي -5،6 سنوات-.
هل قراري خطأ في مواصلة دراستي؟ وهل أطفالي يحتاجون وقتي أكثر؟ حيرتي أثرت على تحصيلي الجامعي لدرجة كبيرة، ساعدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Aya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في موقعنا، وكان الله في عونك، والجواب على ما ذكرت:
- بداية ما حصل من وفاة زوجك هذا ابتلاء من الله تعالى، ولقد أحسنت في صبرك على ذلك، وعلى حرصك على الاهتمام بتربية أولادك.
- وأما أمر اهتمامك بالدراسة وتحقيق ما وصلت إليه من إنجاز، كان قرارا صائبا، وهو أمر حسن، وعين الصواب، ويدل على رجاحة عقلك، ومن أنكر عليك في ذلك، فوجهة نظره خاطئة، وينبغي أن لا تلتفتي لكلام الناس ولا تعطيه أي اهتمام، ولا تشكي مجرد شك أنك على خطأ، بل العكس هو الصحيح، ثم إن بعض من يتكلم على تصرفك لديهم قصور نظر وليس لديهم تجربة كافية في الحياة، والبعض قد يكون يحسدك على ما أنت عليه من الخير؛ ولذلك يريدون زوال هذه النعمة عنك، وبعضهم يقصد النصيحة لخوفه من ضياع الأولاد وتقصيرك في تربيتهم، ولكن أنت تدركين أهمية ذلك، والأولاد قد أصبحوا في سن لا بأس بها، ويمكن أن تجمعي بين الدراسة وتربيتهم، فلهذا عليك الاستمرار بما أنت عليه من الخير، وفي إكمال الدراسة مصلحة، فيمكن أن تجدي وظيفة مناسبة بعد التخرج، وتحصلي على المال الذي يساعدك في زيادة الرعاية للأولاد.
وفقك الله لمرضاته.