السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة تمت خطبتي على قريبي قبل 3 سنوات، الخطبة تمت بين عائلتينا على نطاق ضيق، وهو يسكن في بلد غير بلدي، كنا نتكلم على الهاتف بين الحين والآخر، أحببته وهو كان يحبني من قبل الخطبة.
صارت بيننا مشاكل بسبب الزواج وكيفية الارتباط لأنه من الصعب أن نكون في مكان واحد في هذه الفترة، كنا نتناقش في الموضوع حتى نجد حلا يرضينا، لكنه فجأة لم يعد يكلمني ولا يرد على رسائلي، وأهله لا يردون على مكالمات أهلي، وبعدها بفترة أرسل يخبرني أني السبب في إنهاء الخطبة لأنني لم أوافق على بعض الأمور التي يريدها، وأني أضعت عمره في الانتظار، وقال لي: فليجد لك أهلك زوجا آخر، وأن ارتباطنا كان خطأ.
كانت رسالته مؤلمة جدا، ولم أرد عليه بشيء ترفعا عن الإساءة إليه كما أساء لي، منذ ذلك الحين وأنا في حالة نفسية سيئة جدا، وأقضي طوال الوقت في التفكير بما حدث.
أرجو منكم أن تدلوني على طرق حتى أعيد ترتيب حياتي وأتجاوز هذه المرحلة. أيضا لقد تقدم لخطبتي شاب آخر بعد مدة قصيرة من انفصالي عن خطيبي السابق، فهل أعطي نفسي فرصة وأرى الخاطب الجديد، أم أعطي نفسي وقتا حتى أفكر في موضوع الارتباط مرة أخرى؟ أيضا أشعر بالذنب لأنني كنت أتكلم مع خطيبي بدون رابط شرعي، فماذا أفعل لأكفر عن ذنبي؟
شكرا لكم، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نبأ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
اعلمي -وفقك الله لهداه- أن التساهل في العلاقات مع الرجال الأجانب دون ضوابط شرعية أمر محرم، وذنب يجب التوبة منه والاستغفار والندم عليه، والعزم على عدم العودة إليه مرة أخرى، عسى الله أن يغفر لك ما سلف.
كما أن التوسع في الكلام مع الخاطب أمر لا يصح، فالخطبة ما هي إلا وعد بالزواج ولا تبيح الخلوة ولا التوسع في العلاقة والمراسلة، بل إنها أحيانا تكون سببا في بروز الخلافات والمشاكل بين الطرفين، وما حصل لك كافي للعبرة وأخذ الدرس منه!
وموقفك من إساءة خطيبك إليك موقف جيد، والله حكم عدل سيحاسب من ظلم الآخر، وطالما تم فصل الخطبة بينكما، وذهب الرجل لحال سبيله، فالواجب عليك نسيانه تماما، وعدم التعلق به، وعدم اشغال نفسك بالتفكير فيما حدث، حتى لا يؤثر ذلك على نفسيتك، بل استعيني بالله على قطع التفكير، والإكثار من الاستغفار والتسبيح، واشغال نفسك بالعمل الصالح، حتى تنسي هذا الأمر تماما.
كما يجب عليك تغيير نمط تعاملك مع الرجال الأجانب والحذر من الوقوع في الخطأ مرة أخرى، ولا تستعجلي في قبول الخاطب الآخر إلا بعد التأكد من صلاح حاله ومناسبته لك.
واعلمي أن المعيار في قبول الزوج المناسب هو الدين والخلق، قال صلى الله عليه وسلم:" من جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه"، وعليك معرفة ذلك من خلال سؤال أقاربه وأصدقائه وزملائه، واحذري من التجاوز في الكلام والعلاقة معه قبل العقد عليك؛ حتى لا تقعي في الذنب مرة أخرى، وقد تبت منه.
وشعورك بالذنب دليل خير فيك، وكفارته تكون بالتوبة الصادقة؛ فتوبي إلى الله وأكثري من الاستغغار والأعمال لصالحة، فإن فعل الطاعات يذهب أثر السيئات، واحسني الظن بالله، فإنه غفور رحيم.
وفقك الله لما يحب ويرضى، ويسر أمرك ورزقك الزوج الصالح.