صحتي أثرت على نفسيتي فأرجو منكم الحل!

0 84

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي بدأت تقريبا منذ رمضان، فلم أكن أفطر وأتسحر بالشكل الطبيعي، وكنت مهملا لنفسي، وأدخن بشراهة، حيث أنه جاءني طنين خفيف بأذني اليسرى، وبدأ يتزايد بشكل مزعج.

راجعت مستشفيات كثيرة، وراجعت طبيب الأذن والأنف والحنجرة، وعملت تخطيطا لسمعي، يقول الدكتور: سمعك بالمستوى الطبيعي، وطلب مني عمل أشعة رنين، ولكن لا أستطيع عملها لوجود دعامة حديد بالقلب، فعملت أشعة مقطعية للمخ والرأس بشكل عام، فكانت طبيعية، وعملت أشعة للرقبة فكانت فقرتين فيها خشونة وانحناء، ويوجد عظمة بارزة نوعا ما، وعملت أيضا أشعة بانورامية للأسنان، قلت لعله منها.

فكان ضرسي العقل السفليين مطمورين، وجذورهم لم تكن للأسفل بل على الجنب، وللعلم لا يوجد ألم بأسناني -والحمد لله-، وعملت تحاليل شاملة، فكانت طبيعية إلا فيتامين (د) كان ناقصا، ولا أخفيكم أن نفسيتي بدأت تزداد سوءا من الوضع الحالي، فأرجو من الله أن أجد الحل على أيديكم، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت أصلا لديك استعداد وقابلية للمخاوف المرضية وشيء من الوسوسة، وما ذكرته في رسالتك الطيبة هذه يجب ألا يطغى لدرجة أن يكون سببا في توترك وقلقك، وأنت تكون نفسيتك سيئة كما ذكرت، كلها أمور بسيطة جدا: طنين يحدث للناس، وكما تفضلت أن تكون هنالك علة بسيطة في الأذن أو جهاز اللابرنث المسؤول عن التحكم، وموضوع الخشونة في فقرات الرقبة أمر طبيعي جدا، وبروز العظمة التي تحدثت عنها لا أراه سببا لأي مرض، وأسنانك الحمد لله جيدة وطبيعية، وعملية انحناء الجذور لضرسي العقل أمرا أيضا شائعا وكثيرا، وأسمع من زملائي أطباء الأسنان أن حوالي ثلاثين بالمائة من الناس لديهم وضع غير طبيعي فيما يتعلق بجذور أسنانهم، ونقص فيتامين (د) أيضا شائع وتصحيحه سهل جدا عن طريق تناول العلاج التعويضي.

إذا – أيها الفاضل الكريم – مشكلتك حقيقة هي تضخيم وتجسيم الأعراض البسيطة، وهذا تتخلص منه من خلال التحقير، من خلال التجاهل، وأن تعيش حياة صحية طيبة، لا تكرر مثلا الإهمال فيما يتعلق بموضوع الإفطار والسحور في رمضان القادم إن شاء الله، والتدخين أنت تعرف أضراره، أرجو أن تكون قد توقفت عنه، ونظم طعامك – أيها الفاضل الكريم – ونم النوم الليلي المبكر، مارس الرياضة، تناول العلاج التعويضي لفيتامين (د)، تنظيم الوقت، وأن تجعل لحياتك أهداف واضحة، وتسعى لتحقيق هذه الأهداف، أن تكون شخصا مثابرا ومتواصلا اجتماعيا، وأن تكون مشاركاتك الأسرية، وبر والديك على أفضل وأحسن ما تكون، الصلاة يجب أن تكون في وقتها، القراءة، الاطلاع، اكتساب المعارف.

بهذه الكيفية – أخي – تستطيع أن تعيش حياة صحية حقيقية، وهذه من أفضل الوسائل التي تجعلك تتجاهل الأعراض البسيطة التي تحدثت عنها، لأن الانشغال بالأعراض الجسدية البسيطة وتضخيمها قد تتحول إلى ما يعرف بالجسدنة، والجسدنة هي الشعور بأعراض جسدية شديدة دون أن يكون هناك مرض عضوي حقيقي، أو تنقل الأعراض لتشمل أعضاء الجسم المختلفة، وهذا قد ينشأ عنه ما يعرف بالأعراض النفسوجسدية.

أرجو - أيها الفاضل الكريم – أن تعيش حياة صحية على الأسس التي ذكرتها لك، وتنبيه أخير: كن حريصا على ألا تكثر التردد على الأطباء، إنما اعتمد على الفحوصات الدورية، أن تذهب إلى طبيبك – طبيب الأسرة، أو طبيب الباطنة – مرة كل أربعة أشهر مثلا، من أجل إجراء الفحوصات العامة والروتينية، هذا يبعد الإنسان كثيرا من الوسوسة والمخاوف المرضية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات