السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي: -جزاكم الله خيرا- عن اهتزاز الرأس قبل النوم ما سببه؟ فأنا يأتيني كل ليلة عندما أنام منذ حوالي عامين، وقد ذهبت إلى الطبيب، ووصف لي دواء القولون وهو ليبرالكس لمدة عشرين يوما، وقال لي بأن أعود، ولكن لم أعد، ثم بعد ذلك أصابتني الشقيقة.
مع العلم أنني أصبت بالحزن، وأخذت الرقية مرتين، مرة وعمري عشرون سنة، ومرة وعمري ستة وعشرون سنة، لم أذكر كل التفاصيل الأخرى، فهل هذا من القولون أم من القلق العام أم الرهاب أم ماذا؟ فقد أتعبتني الحالة، وأنا الآن أحسن، ولدي عمل ولا أحس كثيرا بالمشاعر السلبية بالرغم من أنها تأتيني بين الفينة والأخرى، ولا أدري لها سببا من قبيل أنني مكروه من الجميع.
أرجو تشخيصا لحالتي وعلاجها، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المخطار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية.
اهتزاز الرأس قبل النوم قد يكون سببه القلق، قد يكون ناتجا أيضا من وساوس، قد يكون نوعا من العادة النمطية المكتسبة، كما نشاهد هذا أيضا لدى الأطفال مثلا، تجد بعض الأطفال يقومون بتحريك رؤوسهم قبل النوم بصورة نمطية جدا، أو أن يضع الطفل لعبته المفضلة معه في السرير حتى ينام.
هذه الحركات النمطية من أسبابها القلق الوسواسي، فيا أخي الكريم: أنت ذكرت أنك تعاني من الشقيقة، وتحدثت أيضا عن القولون، وأشرت ايضا لموضوع الرهاب، ومشاعرك سلبية، وشعورك بأنك مكروه من الجميع: هذه - أخي الكريم - كلها مشاعر نفسية سلبية، قد يكون القلق وشيء من عسر المزاج هو سبب فيها.
فأنا أريدك أن تكون إيجابيا، أن تحسن الظن بمقدراتك، وتحسن الظن بالناس، والإنسان إذا أراد أن يكسب محبة الآخرين يجب أن يكون شخصا فعالا ومفيدا لنفسه ولغيره.
والاجتهاد في أن توفي مسؤولياتك الاجتماعية وتكون حريصا على ذلك، وأن تقوم بالواجبات الاجتماعية: زيارة المرضى، حضور الأفراح، زيارة الأرحام، أن يكون لك وجود حقيقي داخل أسرتك، أن تطور نفسك في محيط عملك، أن تحرص على الصلاة خاصة الصلاة مع الجماعة، وأن تكون دائما إنسانا متفائلا حسن التوقعات، هذا قطعا - أخي الكريم - سوف يساعدك ويساعدك كثيرا.
إن تمكنت من الذهاب إلى طبيب ليقوم بإجراء فحوصات طبية كاملة بالنسبة لك هذا أيضا أمر جيد، ومن الناحية النفسية: تناول أحد مضادات القلق مثل الدواء الذي يسمى (دوجماتل) واسمه العلمي (سلبرايد) سيكون جيدا وكافيا بالنسبة لك.
جرعة السلبرايد: تبدأ بخمسين مليجراما، تتناولها ليلا لمدة أسبوعين، ثم تجعل الجرعة مائة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهر، ثم اجعلها خمسين مليجراما صباحا لمدة شهر ونصف، ثم توقف عن تناول الدواء.
ممارسة الرياضة دائما نحن ننصح بها؛ لأن فوائدها عظيمة جدا، والنوم الليلي المبكر أيضا فائدته كبيرة، الاطلاع واكتساب المعارف العلمية والمعرفية أيضا تضيف للإنسان كثيرا فيما يتعلق بصحته النفسية والجسدية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.