لا أستطيع التأقلم مع عملي، فهل أعيد دراسة تخصص آخر؟

0 56

السؤال

السلام عليكم.

عمري 29 سنة، تخرجت من جامعة مرموقة بتخصص جيد، ولكني وبعد التخرج حاولت كثيرا التأقلم مع وظيفتي، ولكني أجد نفسي غير منسجم معها، وأحس بالإحباط والاكتئاب الشديد عندما أمارس عملي، ولا أعلم كيف أتصرف؟ فكرت كثيرا أن أعود للجامعة وأغير تخصصي، ولكني أشعر أن مشوار الدراسة طويل وربما لا أتوفق فيه، علما أني عازب ولا أحمل أي مسؤوليات، ولا أعاني من مشاكل مادية، فهل أعود للجامعة، أم أكمل حياتي في عملي الذي لا أتقبله؟

أريد أن أحفظ القرآن، لكني في كثير من الأوقات أرتكب المعاصي والذنوب وأتوب، ثم أعود إليها، وهذا يزيد من إحباطي، علما بأنها لا تتعلق بظلم أو تعد على أحد، لكنها معاص فيها ظلم لنفسي، وهذه المعاصي تحول بيني وبين الحفظ، وأفشل في كل مرة، وأشعر بحزن، والناس تسبب لي الإحباط أكثر عندما يقولون إن الحفظ للذي في مثل سني صعب.

أنا كثير القراءات والاطلاع على كتب التاريخ والعلوم والفلسفة، وأحزن على حال أمتنا العربية وضعفها، يحزنني أن أرى أمة لديها كل الأسباب لتكون في مقدمة الحضارات، وتتصارع في ما بينها.

سوف آخذ بنصائحكم، فأرجو التفصيل، وشكرا، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا لفاضل-، وشكرا على هذا السؤال الرائع، وقد أسعدنا تواصلك، ونسأل الله أن يوفقك ويرفعك عنده درجات.

- نحن ندعو من يجد وظيفة إلى التمسك بها والثبات عليها، خاصة عندما تكون في نفس اتجاه التخصص الدراسي، ولا مانع بعد ذلك من تطوير المهارات والقدرات، والا ستفادة ممن سبقوك في ميادين العمل، واعلم بأن تجربة العمل لا تقل عن مواصلة الدراسة في الأهمية.

- النفور الحاصل لا يبرر لك ترك الوظيفة، ولكننا ندعوك إلى رصد أسباب الضيق الحاصل، ولا مانع من عرضها على الموقع حتى نتحاور حولها، والصعود في سلم المعالي يحتاج إلى صبر ومصابرة.

- بقاؤك في عملك وتطوير نفسك فيه أفضل من الرجوع إلى مقاعد الدراسة، ومن صور تطوير النفس الدخول إلى برامج الدراسات العليا عن طريق العمل، أو مع الاحتفاظ بالوظيفة، وكل ذلك مما يضمن لك التقدم في حياتك بعد توفيق الله.

- مسألة حفظ القرآن: فلا تتردد فيها ولا تستمع لكلام من يثبط، وردد قول الله:" ولقد يسرنا القرآن للذكر"، واعلم هناك من هو في سنك وأكبر منك تمكنوا من الحفظ، واعلم أن إقبالك على كتاب الله من أهم ما يبعدك عن المعاصي، ففي القرآن الدواء والشفاء، وهو يجلب الطمأنينة ويطرد الاكتئاب، كما أن توفير الوقت لكتاب الله أولى من القراءة العامة للكتب، وإذا أردت أن تقرأ من الكتب الأخرى فشاور من يحضرك من أهل الاختصاص، لأن ذلك مما يقصر عليك الطريق ويوفر لك الجهد.

- ولا شك أن حال الأمة لا يسر إلا الأعداء، ولكن اهتمامك بالعمل وحرصك على القراءة والتفقه والنصح من أهم الأشياء التي ترفع الوعي وتوسع المدارك، والشباب المثقف هو من يحمل لواء النهضة.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، ونكرر الترحيب بك، ونسأل الله أن يوفقك.

مواد ذات صلة

الاستشارات