السؤال
السلام عليكم.
عندي سؤال بخصوص دواء (الفافرين)، أنا أتناول الفافرين منذ حوالي سنتين، وقد تركته فترة قرابة 3 أشهر في السنتين لظروف وعدت إليه, أريد أن أتوقف عن تناول الدواء النفسي نهائيا؛ لأني لم أعد أحتمل الأعراض الجانبية المتمثلة في تغيير الشخصية، وعدم الثقة بالنفس، والاعتماد على الدواء، بالإضافة للدوار والدوخة، والصداع حال لم أتناول الدواء، وزيادة الوزن، وألم العضلات، وربما أعود إليه في المستقبل لو احتجته، ولكن الآن أفضل أن أحاول الاعتماد على العلاج بطرق أخرى مثل الانتظام علي الصلاة والرياضة.
حاولت بالفعل التوقف عن الفافرين، وكتب لي طبيبي ايستالوبرام 10 بدلا من الجرعة التي أتنازلها 100 مجم في اليوم حبة واحدة, ولكن بعد يومين أحسست بعدم القدرة على التكلم، وألم قوي جدا لا يطاق في الرأس مثل الشاكوش، فعدت للدواء فورا.
السؤال: ما هي الطريقة الصحيحة لإيقاف الدواء إذ أن طريقة تبديل الدواء بدواء مماثل لم تنفع؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
بصفة عامة - أخي الكريم - الفافرين ليس من الأدوية التي تسبب الآثار الانسحابية بشدة، قد يحدث شيء من القلق والتوتر حين التوقف عنه، لكن ليس بالشدة التي نشاهدها مع أدوية أخرى مثل الزيروكسات مثلا.
أخي: أنا أنصحك بالتدرج في التوقف عن الدواء، والتدرج يعتمد على الجرعة التي تتناولها، إذا كنت مثلا تتناول جرعة مائتي مليجرام فاجعلها مائة مليجرام ليلا لمدة شهر، ثم بعد ذلك اجعلها خمسين مليجراما يوميا لمدة شهر، ثم خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
بهذه الطريقة المتأنية والتي تستغرق ثلاثة أشهر لن تحدث لك آثار انسحابية، وفي فترة التوقف من الدواء - كما تفضلت - يجب أن تجتهد في موضوع الرياضة، وتنظيم الوقت، وممارسة التمارين الاسترخائية، وأن تكثر من التواصل الاجتماعي، وأن تكون إيجابيا في أفكارك، وأن تحرص على الصلاة مع الجماعة، وأن تحرص على أذكار الصباح والمساء، وأن يكون لديك ورد قرآني يومي، ودائما - أيها الفاضل الكريم - أعط نفسك فرصة فيما يتعلق بالتواصل الاجتماعي، أنا أكرر هذا وأحتم على هذا لأنه مهم، والقيام بالواجبات الاجتماعية من أفضل الوسائل التي تجعل الإنسان يحس فعلا أنه قد أهل نفسه نفسيا بصورة إيجابية جدا.
إذا - أخي الكريم - أوضحت لك طريقة التوقف من الفافرين، وأنا أعطيتك مثالا لجرعة المائتين مليجرام، إذا كانت الجرعة مائة مليجرام مثلا اجعلها خمسين مليجراما يوميا لمدة شهر، ثم خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم خمسين مليجراما مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناوله.
وفي بعض الأحيان أنا أنصح بتناول عقار (دوجماتيل) والذي يعرف علميا باسم (سلبرايد)، دواء طيب جدا ولطيف جدا ويساعد كثيرا في زوال القلق، مثلا بعد أن تصل إلى جرعة الفافرين خمسين مليجراما يوما بعد يوم تناول الدوجماتيل بجرعة خمسين مليجراما (كبسولة واحدة) يوميا لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.
هذا قد لا تحتاج له كثيرا، لكن بعض الناس تحملهم ونسبة لهشاشتهم النفسية يكونون دائما عرضة للقلق ويفتقدون الجانب النفسي في الدواء وليس الجانب البيولوجي فيه، لكن الرياضة بديل ممتاز، والإجراءات العلاجية الأخرى التي تحدثنا عنها أيضا تجعلك إن شاء الله تعالى في سلام وأمان واطمئنان، وتتوقف عن الدواء دون أي مشاكل.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.