أعيش كل لحظاتي في وسواس الخوف على أهلي من الأذى، فماذا أفعل؟

0 78

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر لكم جهودكم في هذا الموقع الرائع، جعله الله في ميزان حسناتكم.

أعاني منذ سنوات طويلة من الوساوس التي تأتيني طوال اليوم، وتتعلق بأهلي، حيث أوسوس أن أحدا منهم سيصيبه أذى، فلو تأخر أحد منهم خارج البيت أو لم يرد على اتصالي أصاب بجنون، ولا أتخلص من الوسواس إلا بالاستعاذة بصوت مرتفع، والقيام بحركة معينة برأسي وعيني، حيث أن من يراني يظن أني مجنونة، وأكلم نفسي لدرجة أني أحرج إذا كنت خارج المنزل.

أحاول السيطرة على نفسي من هذه الوساوس والإيماءات التي أفعلها برأسي وعيني، ولكن دون جدوى، فلا أرتاح إلا بعد عملها، لا أحب فكرة أن هذا مرض نفسي، وأنه يجب علي زيارة الطبيب، ولا أنوي ذلك.

دائما في حالة ضيق، وأحس أحيانا بإحباط وعدم رغبة لعمل أي شيء، أكرر أذكار الصباح قرابة ساعة، لأني أحس أني لم أستوعبها، لدرجة أني تركتها مؤخرا، لأني أحس أنها ثقيلة علي، وأحلم بين فترة وأخرى أني أطير وأن شيئا يلاحقني، وأحس بالخوف، وأقرأ المعوذات قبل النوم وأستيقظ بصعوبة.

آسفة على الإطالة وعلى كلامي المشتت، وأرجو إفادتي، هل هي نفسية؟ وأتمنى أن تدعوا لي بالشفاء، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أحلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالتك بالفعل هي حالة نفسية، لكنها بسيطة وليست حالة مرضية، إنما هي مجرد ظاهرة، نسأل الله لك الشفاء والعافية والمعافاة في الدين والدنيا والآخرة ولنا جميعا، ونسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت بالفعل لديك قلق مخاوف يسمى بقلق المخاوف الوسواسي، ولديك قلق توقعي وهذا كله أدى إلى شعورك بالضيق وربما شيء من عسر المزاج، هذه ليست تشخيصات متعددة، تشخيص واحد وهو قلق المخاوف الوسواسي من الدرجة البسيطة، وكما ذكرت لك سلفا هذا ليس مرضا إنما هي ظاهرة.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت محتاجة لأن يكون لك القدرة على تصفية الأفكار، على فلترت الأفكار بأن تأخذي منها ما هو صالح ومنطقي وتلفظي وترفضي وتحقري وتتجاهلي ما هو سلبي وغير منطقي، فكرك المتعجل التشاؤمي وسوء التوقعات هذا فكر خاطئ، فيجب أن تحاوري نفسك وتقولي لنفسك هذه أفكار خاطئة، أفكار سخيفة، أنا لن أهتم بها، إن قلقت أو لم أقلق على أحد فهذا لا يقدم ولا يؤخر في أي شيء.

والأذكار مهمة لا تتضجري من أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم، هذه أذكار عظيمة، لكن يجب أن تقرئيها بيقين وبتدبر وتفكر وتمعن، ثبت لها وقت بعد الصلاة مثلا، وكرريها بلسانك وبفكرك ووجدانك التدبر هنا مطلوب، وحتى إن لم تكمليها تدبري ما تستطيعين قوله منها، وقولها يكون بلسانك وقلبك وفكرك ووجدانك.

أيتها الفاضلة الكريمة: فكري في الأشياء الإيجابية، إذا قمت بجرد حياتك سوف تجدين فيها أشياء طيبة وجميلة فركزي على هذا، وهذا يؤدي إلى نوع من التعزيز النفسي الإيجابي جدا، وحقري ما هو سلبي، أرجو أن تحسني تنظيم وقتك، وتنخرطي في نوع من النشاط الاجتماعي الإيجابي، الذهاب إلى مراكز تحفيظ القرآن مثلا، هذا أراه دائما نشاط عظيم يعود على الإنسان بخير كبير وكثير، خيركم من تعلم القرآن وعلمه، هذا جوهر الأمر، ويأتي بعد ذلك أن نوعية التواصل الاجتماعي، والتفاعل مع الدارسات والمعلمات في حد ذاته يطور مهارات الإنسان الاجتماعية، ويزيل الخوف والتوتر، مارسي أي رياضة تناسبك كفتاة مسلمة، أراها سوف تكون ذات عائد عظيم بالنسبة لك، أرجو أن تكوني نشطة على النطاق الأسري، كوني دائما إيجابية، كوني مفيدة، لنفسك ولأفراد أسرتك، واجعلي دائما مشاركاتك مشاركات مبتكرة وممتازة من أجل تطوير الأسرة.

أنا أقترح أيضا أن تتناولي دواء بسيطا مضادا لقلق المخاوف دواء سليما وغير إدماني، ولا يؤدي إلى اضطراب في الهرمونات النسائية، وفي معظم الدول لا يحتاج إلى وصفة طبية، الدواء هو السبرالكس ويسمى علميا باستالبرام الجرعة التي تحتاجين إليها تبدئين 5 مليجرامات، أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرامات، تناوليها يوميا لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعلي الجرعة حبة واحدة يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقفي عن تناول الدواء من خلال أن تجعلي الجرعة نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقفين عن تناوله.

أسأل الله لك العافية والشفاء، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات