السؤال
أعاني من مشكلة، وهي الفشل في اختبار القيادة، وقد فشلت في 5 اختبارات، وأنا متعب وحزين، مع العلم أني قبل الامتحان أدعو وأصلي وأقرأ القرآن، وأقرأ أذكار الصباح، ولكني لا أنجح، فهل الله لا يحبني لذلك لا يستجيب لي؟ وأريد أن أستفسر حول النجاح بالاختبار، هل الله يعلم ماذا يحصل لي قبل الاختبار؟ وماذا سوف يحصل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ نجم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك وردا على استشارتك أقول: الدعاء والصلاة وتلاوة القرآن وحدها لا تكفي، بل بجانب ذلك لابد من العمل بالأسباب التي تجعلك بعيدا عن الإخفاق في هذا الاختبار، ومن ذلك التدريب الصحيح والكامل ومعرفة وحفظ معاني لوحات المرور، وأن يكون عندك الجرأة وعدم الارتباك أثناء الاختبار.
لا تعر الأمر أي اهتمام إن كان شرطي المرور يركب أثناء الاختبار بجوارك، فعليك أن تتعامل معه كأنه راكب، فتعمل بكل التعليمات التي تعلمتها من ربط حزام الأمان، واستخدام الإشارات والمرايات وغير ذلك، وعليك أن تكثر من القيادة خارج ميدان مدرسة تعلم القيادة، فذلك يعينك على الممارسة، ويعطيك الجرأة.
إخفاقك في الاختبار لا يعني أن الله لا يحبك، ولكن يبدو أنك قصرت في بعض الأسباب، وهذه الأمور جعل الله لها أسبابا لابد من تحصيلها، وإلا لم تتحقق فلو أنك مثلا لم تتعلم قيادة السيارة، ثم دخلت الاختبار مباشرة، فهل يمكن أن تنجح؟
الله سبحانه يعلم أنك ستقصر في الأخذ بالأسباب أو أنك ستتسبب في عمل ما يؤدي إلى فشلك، أو أن شرطي المرور سيتعنت عليك، ويتعمد ترسيبك، فهو سبحانه يعلم الأمر قبل أن يكون، وبعد أن يكونن ولذلك فإن رسوبك هذا مكتوب عليك من قبل أن تخلق، بل إن شئونك كلها وشئون الكون مكتوبة مقدرة يقول تعالى: (إنا كل شيء خلقناه بقدر) وقال عليه الصلاة والسلام: (قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء) ولما خلق الله القلم قال له اكتب قال، وما أكتب قال: (اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة)، وقال عليه الصلاة والسلام: (كل شيء بقضاء وقدر حتى العجز والكيس)، والكيس الفطنة.
عليك أن تكون راضيا بقضاء الله وقدره، وألا تتسخط من ذلك؛ لأن الجزاء من جنس العمل، ففي الحديث: (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله عز وجل إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط).
لا تيأس من روح الله وكن متفائلا ومؤملا في الله خيرا، يقول تعالى في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن خيرا فله، وإن ظن شرا فله) ولا بد أن تعرف الأخطاء التي تقع فيها وأن تتلافاها في المرة القادمة، وعليك أن تكسر حاجز الخوف، فالخوف يسبب لك الارتباك.
استعن بالله ولا تعجز، وأنصحك بعد أن تعمل بالأسباب أن تصلي صلاة الاستخارة، وتدعو بالدعاء المأثور قبل أن تذهب للاختبار، فكونك تستخير الله سبحانه ليختار لك ما فيه الخير يريح قلبك؛ لأن اختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه، وكون الإنسان لا يتمكن من الحصول على رخصة قيادة لا يعني نهاية الحياة، ومع هذا لا بأس أن يحاول الإنسان ويحاول.
نجاحك في الاختبار بعد أداء صلاة الاستخارة يعني أن الله اختار لك ذلك، وأن فيه خير لك في دينك ودنياك، وإخفاقك يعني أن الله اختار لك الترك.
نسعد بتواصلكن ونسأل الله تعالى لك التوفيق.