هل وضع الرماد على الجرح يفيد في توقف النزيف؟

0 68

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا وأثابكم على ما تقدمونه من خدمة للإسلام والمسلمين.

جاء في السيرة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم في معركة أحد أصيب بجراح كثيرة، فأتت فاطمة رضي الله عنها تضمد جراحه، فأخذت قطعة من حصير فأحرقتها، ثم وضعت الرماد على الجرح، فتوقف النزيف ، فهل تعد هذه الطريقة صحيحة في معالجة النزيف؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ omar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الطريقة الصحيحة لإيقاف النزف عادة هي بتنظيفه أولا، وبالضغط عليه باستعمال الشاش المعقم، أو أي قطعة نظيفة من القماش قدر الإمكان إلى أن يتم إسعاف المريض، أو تأمين الشاش المعقم والنظيف.

أما بالنسبة لاستعمال الرماد في الجروح، فللأسف لا أملك المعلومات المؤكدة في هذا الأمر، وينصح باستشارة أهل الاختصاص بالعلاج الطبيعي أو الشعبي في مثل هذه الأمور.

ونرجو لكم من الله دوام الصحة والعافية.
______________________________

انتهت إجابة د. محمد مازن استشاري باطنية وكلى، وتليها إجابة د. عقيل المقطري استشاري العلاقات الأسرية والتربوية.

فمرحبا بك أخي الكريم، وردا على استشارتك أقول:
فقد ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: جرح وجهه وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه، وكانت بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تغسل الدم، وكان علي يسكب عليها بالمجن، فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة، أخذت قطعة حصير فأحرقته حتى صار رمادا فألصقته بالجرح فاستمسك الدم.

الشاهد هنا هو فعل فاطمة رضي الله عنها وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم لها، فلو كان فيه مضرة لمنعها من ذلك.

ليس كل رماد يجفف الدم، فقد تكلم أهل الطب قديما أن الرماد الذي فيه قوة لذع يهيجه الدم ويسبب ورما، وجعلوا رماد البردي مما يقطع الدم، لأن في رماده تجفيفا وقلة لذع، قالوا: ورماد البردي إذا نفخ في أنف الراعف قطع دمه.

قال الطبيب ابن سيناء عن الرماد: (أنه جلاء مجفف كله وإن اختلف .. ورماد الخشب القابض كالبلوط وغيره يحبس الدم).

رماد سعف النخل أنفع من غيره؛ لأنه خال من المواد اللاذعة التي قد تمنع فائدته؛ ولأنه يحتوي على مواد قابضة، وينبغي أن يكون الرماد المستخدم لوقف الدم مستحصل حديثا، أي بعد إحراق سعف النخل مباشرة، حيث يكون حارا طاهرا بحرارة الاحتراق، وهو نافع في الجروح السطحية، وفي نزيف الأوعية الشعرية، أما في حال الجروح الكبيرة وتمزق الأوردة، فقد كان القدماء يستخدمون الربط، ومن ثم الكي.

يقول الدكتور عبد المعطي قلعه جي، في تحقيقه لكتاب الموفق البغدادي في الطب من الكتاب والسنة: أن الرماد يعمل عمل المواد القابضة، فهو عندما يطبق على الجرح تترسب بروتيناته السطحية، وتشكل طبقة ساترة على التهتكات والجروح تحميها من المخترقات الجرثومية وتوقف النزيف بترسب العنصر البروتيني في الدم. كما أن لها خاصية ترسب البروتين في جسم الجراثيم، فتموت ليكون فعلها في حماية الجرح والقضاء على أي جرثوم قريب منه.

يقول الدكتور محمود النسيمي في كتابه (الطب النبوي والعلم الحديث) : يمتص الرماد قسما كبيرا من ماء المصل الدموي فيساعد على تكوين الخثرة البدائية من الصفيحات الدموية، كما يزيد من تخرب الصفيحات، والتي يتخرب قسم منها أيضا بتماسها مع السطح الشئز للجرح.

فالصفيحات عند تخربها تطلق خميرة ترومبوكيناز للمساعدة على التخثر، كما تطلقها الأنسجة المجروحة، فإذا انضم إلى ذلك وجود مواد قابضة كالعفص في المادة المحروقة، فإن فعل رمادها يكون أقوى في إيقاف النزيف.

مثل هذه الحادثة الواردة في الحديث النبوي لا ينبغي أن تعمم في كل حرج واستعمال الرماد إنما يكون عند الضرورة القصوى كأن يكون المصاب في منطقة نائية، ولا يوجد فيها مستشفى، أو مستوصف أو معقمات وضمادات وعلاجات حديثة فاتباع الوسائل الحديثة أكثر أمانا.

نسعد بتواصلك ونسأل الله لك التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات