السؤال
السلام عليكم..
أشكركم على جهدكم، أرجو الرد بأقصى وقت فضلا، لا أعرف ماذا أفعل؟! كل يوم تتدهور حالتي.
أعاني من الترجيع والضيق وأخاف من الخروج، منذ سنوات تأتي وتذهب هذه الحالة، وأمارس حياتي الطبيعية.
قبل سنوات أصابني تعرق وضيق في التنفس، وألم في البطن، واستفراغ وتجشؤ، فذهبت للمستشفى لعمل الفحوصات، وكانت:
فحص دم، وأشعة صدر، ومنظارا، وغدة كظرية، ودرقية، والدرن وأشعة مقطعية للرأس، وكان كل شيء طبيعيا، فقط لدي نقص في فيتامين دال، وبي 12، وتقرحات المعدة، وعالجتها 6 أشهر، وبعد 6 أشهر أجريت منظارا، فأخبرني أني تعافيت من التقرحات، ولكني لا زلت أخاف الخروج من البيت، وكل أسبوع أجري فحوصات وأشعة، لأني أصبحت نحيفا، فقد كان وزني 58 وأصبح خلال أشهر 43 كيلو، كما أن الطبيب أخبرني بأني قد أكون مصابا بالقولون العصبي، وأعطاني زيروكسات لمدة شهرين كل يوم حبة 25 غرام، والآن أتناول ديسبتالين قبل الأكل 3 مرات، و Casec-20 مرتين في اليوم.
استمررت على الديسبتالين فقط، ولكن لم أجد إلا تحسنا بسيطا، فهل حالتي نفسية أو نفسوجسدية أو عضوية؟ وهل تنصحوني بعمل فحوصات أخرى؟ فقد أصبحت حياتي بين البيت والمستشفى.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
اطلعت على رسالتك بكل دقة، وأقول لك حقا ودون أي تردد حالتك نفسوجسدية، من الواضح أن لديك درجة عالية من القلق، وشيئا من المخاوف والوسوسة، وهذا أدى إلى اضطرابات شديدة في الجهاز الهضمي، ربما تكون لديك مشكلة التغذية أصلا بسبب عضوي بسيط، لكن الأعراض في مجملها ازدادت وأصبحت أكثر شدة وصلابة نسبة لحالة قلق المخاوف والوسوسة التي تعاني منها.
الطبيب الذي قال لك إنه يتوقع أن هذا قولون عصبي المقصود هو القولون العصابي، أي ناتج من القلق، فأنا ببساطة شديدة أقول لك:
لا تقلق، ولا تكتم، لأن الكتمان كثيرا ما يتحول إلى أعراض نفسوجسدية، كن شخصا منفتحا، عبر عن ذاتك أولا بأول؛ هذه هي النقطة العلاجية الأساسية، والنقطة الثانية: لا تتردد بين الأطباء كثيرا، اذهب إلى طبيب الأسرة أو الطبيب الباطني الذي تثق فيه مرة كل ثلاثة إلى أربعة أشهر مثلا حتى تطمئن على صحتك، وعش حياة صحية هذا.
وصية أخرى هامة: الحياة الصحية تتطلب أن تمارس الرياضة يوميا وبإقدام عليها ورغبة أكيدة فيها، الرياضة تقوي النفوس قبل أن تقوي الأجسام.
وعليك بالصلاة في وقتها؛ فالصلاة في وقتها مع الجماعة تنقلك من اطمئنان إلى اطمئنان -لا شك في هذا- وتحس أنك قد أديت واجبا عظيما حيال ربك ونفسك وحياتك ومماتك، طور نفسك على مستوى المهنة حتى وإن كان عملك عملا خاصا لكن التطوير المهني وجدناه مفيدا للإنسان، وتطوير المهارات يفيد الناس في صحتهم النفسية والجسدية، القيام بالواجبات الاجتماعية نعتبره علاجا مهما للقلق والخوف والوسوسة والأعراض النفسوجسدية، وأقصد بالواجبات الاجتماعية:
أن تشارك الناس في أفراحهم، اذهب إلى الأعراس، لب الدعوات، زر المرضى في المستشفيات، امش في الجنائز، قدم واجبات العزاء، زر أرحامك، تفقد جيرانك، ابن صداقات مع الصالحين من الشباب هذا أيضا واجب اجتماعي ممتاز، ويمكن أن تمارس الرياضة جماعية معهم، القراءة، الاطلاع هذا كله علاج مهم جدا.
بعد ذلك يأتي الدواء، الزيروكسات دواء يساعد كثيرا لكن يظهر أنه لن يتوافق معك، هو ليس إدمانيا، وأنا أقول لك استبدله بالزوالفت والذي يسمى سيرترالين وأضف له جرعة صغيرة من الدوجماتيل والذي يسمى علميا سلبرايد ويسمى تجاريا دوجماتيل، وإن ذهبت إلى طبيب نفسي هذا سوف يكون أمرا جيدا.
إذا: استشر طبيبك في استبدال الزيروكسات بالزوالفت وإضافة سلبرايد، وأنا أرى أنها سوف تفيدك كثيرا، خاصة إذا قمت بالتطبيقات السلوكية والإرشادية النفسية والاجتماعية التي ذكرتها لك سلفا.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.
وبالله التوفيق والسداد.