أبي وأمي يكرهانني كرهاً شديداً دون أن أعرف السبب!

0 134

السؤال

السلام عليكم

لا أعرف كيف أبدأ! أتمنى أنه لا تكون آخر مرة أراسلكم فيها.

والدي وأمي كثيرا يكرهونني منذ وأنا صغيرة، تعاملهم معي غير أخواتي! أنا كثيرا تعبانة، كل يوم أموت، أمي تظل تقول لي: أنت عجوز، وفلانة أحسن منك، فقط حين تراني قاعدة تصيح وتضربني وتدعو علي.

أبي يقول: لماذا لا تنقلعين -تتزوجين- لم جالسة عندي، أنا أحبهم، والله أموت عليهم، ولست بغضبى منهم أبدا، ولكن كلامهم وتعاملهم يجرحني، ودائما يجعلونني أظل بالبيت، والذي يوجعني أكثر دعاؤهم علي.

مرة قالت لي: أنا أكرهك، الله يأخذك ويريحني منك، قلت لها: لو مت هل سترتاحين؟ قالت: أسعد يوم الذي تموتين فيه! بعد ذلك حاولت أكثر من مرة أن أنتحر، وصرت كل أيامي أنتف شعري وأبكي.

أتمنى أن أنهي حياتي، وليس لدي رغبة للعيش، ولا أريد أن يجيء يوم وأغضبهم، فأنا مسامح لهم، وسامحوني أطلت ولكن ليس لي غيركم بعد الله.

أشكركم والله يحفظكم ويسعدكم، سامحوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقعنا، وكان الله في عونك.
الجواب على ما ذكرت:
بداية ينبغي أن تعلمي أن بر الوالدين من أعظم القربات بعد توحيد الله وعبادته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وللجنة باب يسمى باب الوالد.

أحيي فيك حرصك على ذلك، وكلما ازددت في بر الوالدين حفظهما الله، وجدت خير ذلك في الدنيا والآخرة.

أما شدة غضب الوالدين عليك إما لعله بسبب بعض المشكلات في الأسرة جعلهما يتعاملون معك بغضب، فينبغي مساعدتهما في الخلاص من هذا الذي حدث لهما، وتجنب كل شيء يغضبهما، وحاولي القراءة في بعض الكتب التي تخصصت في بيان اختلاف النفسيات، وكيفية التعامل معها، فلعل الوالدين من أصحاب الإحساس المرهف، والذي لا يقبل أي خطأ من ولدهما، فينبغي أن تراعي شعورهما هذا، وتحرصي على تفهم نفسيتهما.

عليك أيضا أن بالدعاء للوالدين في ظهر الغيب بأن يصلح الله حالهما، وبأن يجعل الله قلبهما لينا نحوك.

كما ينبغي أن تعلمي أن شدة غضب الوالدين عليك قد يكون بسبب أنك وقعت في بعض الآثام وهذا تكفير لذنبك، أو أن الله أراد أن يبتليك وما عليك إلا مراجعة حالك مع الله، والصبر الجميل مما يحصل لك، ولك أجر عظيم عند الله.

احرصي -أختي الكريمة- على زيادة البر أكثر بالوالدين، وعليك تقديم الهدايا لهما، والثناء عليهما في حضرتهما وغيبتهما على ما قاما به نحوك من إحسان إليك، وأنت في صغرك فلعل هذا يكون سببا في تغير معاملتهما لك.

اعلمي أن قلب الوالدين وإن بدا لك فيه قسوة، إلا أنه يمكن أن يتغير إذا قابلت ذلك بالمزيد من العفو والإحسان إليهما، ولا شك أن نسيان ما حصل منهما فهما بشر ليسا معصومين، ولو تفكرت في الأمر لعرفت أنهما يقصدان الخير لك، ولكن حصل منهما الخطأ في التصرف معك، فلا داعي لعبارة "صرت كل أيامي أنتف شعري وأبكي أريد أنتهي من حياتي"، هذه الكلمات لا ينبغي أن تصدر من مسلمة ترضى بقضاء الله وقدره، بل عليك بالمزيد من الصبر حتى تنالي الأجر عند الله تعالى.

بعض الوالدين يجهلون ما ينبغي أن يتكلموا به، أو أن تلك الكلمات التي صدرت منهم في حالة الغضب لا يعون ما يقولون، فليس أمامك سبيل سوى الرضا والصبر، وترك التسخط على قضاء الله وقدره، وأكثري من الذكر والاستغفار، وقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.

وفقك الله لمرضاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات