السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر القائمين على هذا الموقع، جعله الله في ميزان حسناتكم.
أنا فتاة كنت متفوقة جدا في دراستي، ولدي رغبة شديدة في التفوق ولدي طموح كبير، مشكلتي بدأت في الثانوية، حيث تعرفت على صديقة جرتني إلى طريق المعاصي، حيث صاحبت شابا، فتدنى مستواي الدراسي، ثم افترقنا، فصاحبت شابا كان يدرس معي، وهو صاحب دين وخلق ويصلي بالناس في المسجد، إلا أننا افترقنا، وتبت إلى الله، وندمت ندما شديدا على كل الذنوب التي ارتكبتها.
الآن أنا طالبة سنة أولى طب، لكن تفكيري كله في الشاب الخلوق، لا أستطيع التركيز ولا الدراسة، وأفكر فيه طول الوقت وتأتيني تخيلات سيئة (جنسية) لا أستطيع السيطرة عليها، فتركت الفايسبوك وكل وسائل التواصل الاجتماعي لكن بدون فائدة، لقد تعبت كثيرا، أريد الثبات على الدين والتفوق في الطب، ولكن هذه التخيلات تضيع وقتي كثيرا، فماذا أفعل؟
عذرا على الإطالة، و جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
- يبدو لي أن سبب هذا التشتت هو ميول نفسك للإشباع العاطفي والجنسي بسبب تعرفك على ذلك الشاب، ولذلك فإني أنصحك بما يأتي:
1- أنت لا زلت في مقتبل عمرك فلا تفكري في الزواج في هذه المرحلة، واعلمي أن رزقك سيأتيك وسوف تتزوجين، ومهما كان في ذلك الشاب من الصفات فستجدينها في غيره بل أكثر من ذلك، وكوني على يقين أن مجرد الرغبة في الارتباط بفلان من الناس لا يمكن أن يحقق لك شيئا سوى تشتت الذهن، فقد تكون هنالك عوائق تحول دون الارتباط به وقد لا يكون من رزقك.
2- لو كان ذلك الشاب من رزقك فسوف يأتي ليطرق باب البيت ويطلبك من وليك وستتزوجين به، ومهما كانت العقبات فسوف يذللها الله سبحانه.
3- أنصحك ألا تفكري بشاب معين، لأنه قد لا يكون من رزقك ونصيبك فتصابين بشرود الذهن والاكتئاب إن لم تتمكني من الارتباط به.
4- أكثري من الدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة وسليه أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في هذه الحياة.
5- اهتمي بمستقبلك وتحصيلك العلمي، فبلدك وأمتك بحاجة إليك وفرق بين من يكون له بصمات بناء في هذه الأمة ومن ليس له أي تأثير.
6- في مثل هذه المرحلة من الطبيعي أن يحدث مثل هذا الميول، لكن بالصبر والمجاهدة والاستعانة بالله تعالى يجتاز الإنسان ما يعتريه من العقبات والصعوبات.
7- ارقي نفسك صباحا ومساء بما تيسر من القرآن والأدعية المأثورة، وأكثري من تلاوة القرآن الكريم وحافظي على أذكار اليوم والليلة، ففي ذلك راحة وسعادة للنفس وطمأنينة للقلب وحرزا من الشيطان الرجيم وأعين الحاسدين.
8- اصرفي النظر عن التخيلات والتعمق في التفكير بالجنس الآخر، واقطعي التخيل والتفكير فور ورود ذلك إلى عقلك، وقومي من ذلك المكان واشغلي نفسك بأي عمل مفيد مع الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.
9- لا بأس أن تبحثي عن راق أمين وثقة من أجل استكشاف وتشخيص حالتك، على أن يكون ذلك بحضور أحد محارمك، فإن تبين أن مصابة بحسد أو غيره فاستمري بالرقية، واتبعي الموجهات التي أعطيتك.
10- اجعلي علاقتك مع الجنس الآخر محدودة وبحسب الحاجة فقط، وصاحبي الخيرات الصالحات من الفتيات، واحذري من الصنف المنحرف الذي يجرك إلى ما لا تحمد عقباه.
نسعد بتواصلك في حال أن استجد أي جديد في حياتك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.