السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
هل إكمال الدراسات العليا للماجستير رغبة فيها ورغبة في رضا والدي، وللوصول لوظيفة مرموقة وليكون لي شأن في المجتمع وأيضا يفتخر أبنائي بي يعتبر حراما؟ لأني سمعت حديثا أن من طلب العلم للدنيا فهو في النار، علما أن تخصصي في المجال التربوي التكنولوجي.
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيناس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
- بداية نحيي فيك حرصك على طلب العلم، والتميز فيه، وأمتنا الإسلامية بحاجة ماسة إلى متخصصين مبدعين في شتى المجالات النافعة سواء كانت تخصصات شرعية أو دنيوية، والأولى بك أن يكون تميزك من أجل نفع الأمة الإسلامية، ومن النوايا الحسنة أن يقتدى بك في التفوق في العلم، ولا بأس بعد ذلك من الانتفاع بالعلم بالناحية المادية أو المكانة الاجتماعية، فهذا يحصل تبعا للنية الصالحة في نفع أمة الإسلام.
- وأتمنى أن لا يكون ضمن نيتك في تحصيل العلم فخر الآباء بك أو يكون لك شأن في المجتمع، فمثل هذه النوايا قد تجعل الإنسان يصاب بالعجب والفخر، وهذا أمر مذموم شرعا.
- وأخيرا حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي قال فيه "من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة"، يعني ريحها. رواه أبو داود، فهذا الحديث فيه بيان أن العلم الذي يطلب به رضا الله هو العلم الشرعي، فلو طلب الدنيا بعلوم الدنيا النافعة فهو غير داخل في أهل هذا الوعيد، فالحديث لا يشمل ما أنت فيه من تخصص نافع، لكن مع هذا فالأولى استصحاب النية الصالحة من نفعك ونفع المجتمع الإسلامي، وأن تكوني قدوة حسنة لهم.
وفقك الله لمرضاته.