السؤال
السلام عليكم
أنا شاب بعمر 29 سنة، أعاني من الرهاب الاجتماعي أو ما يسمى بالقلق والتوتر منذ الصغر، عانيت من الأعراض في مرحلة الابتدائية عندما يطلب المعلم خروجي في الإذاعة المدرسة، وينتابني شعور بالخوف والرعشة، وتزايد بضربات القلب والاحمرار، حتى إني أحسست أنه سيغمى علي وأسقط.
لم أكتشف بأن ما لدي هو رهاب إلا في المرحلة الجامعية، لأن في تلك المرحلة زادت الأعراض، وتعبت كثيرا، حتى كنت سأفصل من الجامعة، ولكن بحثت عن مشكلتي بالأنترنت فوجدت التردد والرعشة والاحمرار، وتسارع ضربات القلب وجفاف الريق، كلها أعراض الرهاب.
ذهبت لطبيب وصرف لي (السيروكسات سي ار) لمدة 7 أشهر، وللأسف أعراض الدواء أتعبتني جدا، خمول وكسل وكثرة نوم، ومع ذلك صبرت عليه ولم تكن النتيجة كما أردت، فكنت أتعرض لموقف مثل التحدث أمام زملائي، وتصيبني الأعراض، بعدها بحثت عن دواء آخر فوجدت الاندرال 10 مناسبا لي، وكنت آخذه عند اللزوم، وتوقفت عن السيروكسات بعد اكتمال المدة.
استمريت -بحمد الله وتوفيقه- على الاندرال فقط، حتى تخرجت وتوظفت، فلله الحمد والشكر أولا وآخرا، لكن ما زالت الأعراض معي، وأنا منذ الصغر أميل للعزلة وأحب الجلوس بالبيت بكثرة، ولا أحب الاجتماعات العائلية أو لا أحضر المناسبات إلا نادرا جدا.
استمريت حتى قبل شهرين، وأخبرني الأهل أنه حان وقت زواجي ويجب أن أتزوج، وأنا هنا أعطيت الموافقة مع تخوفي وترددي كيف أتزوج مع وجود الأعراض؟ وكيف أتواصل مع أهل زوجتي وهم غرباء بالنسبة لي في بداية الزواج أقصد، وكيف أواجهها؟ لأن أعراض الرهاب متعبة جدا ومحرجة، وأحيانا تصل للكآبة.
أرجو توجيهي وإعطائي النصائح، هل آخذ دواء من جديد؟ وأتمنى ألا يكون السيروكسات، بل يكون دواء آخر أكثر فعالية وأقل أعراضا، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ منصور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية.
الرهاب الاجتماعي سلوك مكتسب، بمعنى أن الإنسان لم يولد به، وأي شيء مكتسب يمكن أن يفقده الإنسان.
أهم شيء في الرهاب الاجتماعي ليعالجه الإنسان ويواجهه بصورة صحيحة: أن تصحح مفاهيم، أولا: يجب أن تعلم أنك غير مراقب من جانب الآخرين، وأن هذه الأعراض التي تحس بها - كتسارع ضربات القلب، والشعور بالرجفة، التلعثم، خفة الرأس - لا أحد يلاحظ ما عليك أبدا، هي مشاعر داخلية فقط وليست حقيقة.
الأمر الآخر: أنت لست بأقل من الناس في أي شيء، وكما يختلط الآخرون ويحدث تفاعلا اجتماعيا من جانبهم فيجب أن يحدث أيضا من جانبك، وتصحيح المفاهيم هو علاج أساسي.
بعد ذلك تبدأ في التطبيقات العملية، أهم تطبيق عملي الصلاة مع الجماعة، وجدناها أفضل طرق العلاج للرهاب الاجتماعي، حتى وإن خفت أن تكون في الصف الأول ابدأ بالصفوف الخلفية ثم تقدم الصفوف الأمامية خطوة خطوة، حتى تصل إلى أيمن الصف الأول، وبعد فترة انتقل إلى منتصف الصف لتكون خلف الإمام، هذا نسميه بالتعريض التدريجي.
ابدأ في برنامج لممارسة رياضة جماعية مع أصدقائك، كرة القدم مثلا رياضة ممتازة، فاعلة، تجعلك -إن شاء الله تعالى- في حالة من الانبساط الاجتماعي، الشعور بالأريحية، الشعور بالراحة مع الآخرين، هذا علاج مهم.
الالتزام بالواجبات الاجتماعية: أن تزور أرحامك، أن تصل رحمك، أن تذهب في زيارة لأحد أصدقائك، وتلبي الدعوات، أن تذهب إلى المجمعات التجارية متى ما كان ذلك مهما، أن تجتهد في عملك، أن تجتهد في القراءة، في الاطلاع، هذا هو العلاج، وأنت -الحمد لله- الآن مقدم على الزواج، وهذا أمر عظيم جدا، فيجب أن تنظر إليه بإيجابية.
إذا احرص على هذه التطبيقات، وهذا سيعالجك -إن شاء الله- بصورة ممتازة، ويجب أن تتجنب التجنب، احذر التجنب، إنما الاختراق والتفاعل والإصرار على أن تكون فعالا.
تعلم تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس التدرجي، إسلام ويب لديها استشارة رقمها (2136015) ارجع لهذه الاستشارة واطلع عليها وطبق ما بها من تمارين، وسوف تجده مفيدا جدا.
بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أقترح عليك تناول الزولفت، والذي يسمى (سيرترالين)، لا تحتاجه لفترة طويلة، ولا بجرعة كبيرة.
ابدأ بنصف حبة (خمسة وعشرون مليجراما) ليلا لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة واحدة ليلا لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.
أما بالنسبة للإندرال فأريدك أن تتناوله بانتظام بجرعة عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام صباحا لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناوله، ولا داعي لتناول الزيروكسات.
هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وإن شاء الله يتم الزواج على خير وبركة وتسعدان به.