عندي مشكلة في التعامل مع الناس، فهل العلاج الدوائي يحل مشكلتي؟

0 110

السؤال

السلام عليكم..

عمري 22 عاما، وأعاني من التعامل مع الناس، ليس لدي الكثير من الأصدقاء بالرغم من أني محبوب، ولكن المشكلة هي عدم قدرتي على التعامل مع الناس جعلت مني شخصا انطوائيا، وبالرغم من أني أحب الناس وأود الجلوس معهم، ولكن عند حضور أي مناسبة اجتماعية لا أشعر بالراحة إطلاقا، وأحسب الدقائق والثواني لانتهاء المناسبة والعودة للمنزل، وأتوتر، وأتلعثم، وأرتبك، ويحمر وجهي، وعيوني تدمع، وأتعرق عندما أتحدث أو عندما يكون محور الحديث عني، يصيبني الخجل والتوتر عند التحدث حتى مع أهلي أحيانا، لا أستطيع النظر في عيون من أتحدث معهم، جربت العلاج السلوكي في أن أحضر المناسبات وأجلس مع الناس، لكن فشلت كل محاولاتي لدرجة أنني لا أخرج من البيت تقريبا منذ حوالي عامين، حتى أفراح الأهل والأصدقاء لا أحضرها، لا أعرف ما هي مشكلتي بالضبط؟ فهل هي مجرد خجل؟ أم عدم ثقة بالنفس؟ أم رهاب اجتماعي؟

قرأت عن حالات تشبه حالتي في موقعكم "إسلام ويب"، وكان تشخيص حضراتكم لهم بأنه الرهاب الاجتماعي، ودائما ما تنصحون بدواء زيروكسات ، فكرت في استخدامه، ولكن للأسف سعره مرتفع جدا في مصر، ولا أستطيع الاستمرار في شرائه لمدة عام مثلا، فهل من بديل له بنفس الفاعلية والسلامة ولكن بسعر أرخص؟

أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية.

من وصفك أنه لديك درجة بسيطة من الرهاب الاجتماعي، ولا أعتقد حقيقة أنه من الدرجة الشديدة أو حتى المتوسطة، كل الذي تحتاجه هو أن تعرف أن هذا الخوف مكتسب ومتعلم، وليس من الفطرة التي فطرت عليها، فأنت لم تولد به، وهو ليس دليلا على ضعف شخصيتك أو أنك جبان، ربما تكون قد مررت بموقف اجتماعي كان فيه شيء من الخوف وعدم الارتياح، وهذا أدى إلى أن يظهر لديك هذا السلوك.

العلاج هو العلاج عن طريق التعريض، وتجنب التجنب الاجتماعي، يعني: أن تحرص أن تشارك الناس في مناسباتهم، هذا من أفضل وسائل العلاج، وأن تحقر فكرة الخوف، وأن تدرك إدراكا يقينيا أنك لست بأقل من الآخرين، وأنك حين تقوم بواجباتك الاجتماعية - حين تذهب وتلبي الدعوات وتذهب إلى الأعراس وتقديم واجبات العزاء والمشي في الجنائز وزيارة المرضى وصلة الرحم - يعطيك ثقة كبيرة جدا في نفسك، وينظر إليك الناس نظرة إيجابية جدا.

وأنا أريد حقيقة أن أركز على أمر مهم، وهو: أن صلاة الجماعة، والرياضة الجماعية من أفضل وسائل علاج الرهاب الاجتماعي، أن تصلي مع الجماعة في المسجد، وأن تكون في الصف الأول، وأن تتصور أنك يمكن أن تقوم بمقام الإمام، وهذا أمر وارد جدا يحدث في حياة الناس. بهذه الكيفية - أخي الكريم - تستطيع أن تدرب نفسك اجتماعيا لتجنب هذا الخوف.

وأمر آخر وهو: الحرص على ممارسة الرياضة الجماعية، مثل كرة القدم مثلا، مرة أو مرتين في الأسبوع مع الشباب، هذه وجدناها مفيدة جدا. وأن يكون لك أصدقاء حقيقيين، أصدقاء أعزاء، أفاضل، هذا أيضا يخلصك من الرهاب الاجتماعي. شارك في أي عمل تطوعي، عمل خيري، عمل ثقافي، عمل دعوي، هذا أيضا يزيل عنك الخوف الاجتماعي.

فإذا هذه هي العلاجات الرئيسية السلوكية التي تجعلك ترتاح وترتقي بنفسك جدا.

العلاج الدوائي: يوجد دواء يسمى (سيرترالين) وتجاريا يسمى (لسترال) أو (زولفت) ويوجد منه مستحضر مصري يسمى (مودابكس)، هذا زهيد الثمن، وفائدته ممتازة. ابدأ في تناوله بجرعة نصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجراما - تناولها ليلا بعد الأكل، وبعد عشرة أيام اجعلها حبة كاملة - أي خمسين مليجراما - استمر عليها لمدة شهر، ثم اجعلها مائة مليجرام - أي حبتين - ليلا لمدة شهرين، ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلا لمدة شهرين آخرين، ثم اجعلها نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

إذا هذه هي الخطة العلاجية، وأرجو أن تطبق كل الجوانب السلوكية التي ذكرتها لك، وإن شاء الله أنت بخير، ويجب أن تكون أكثر ثقة في نفسك، وتناول العلاج بنفس الكيفية والمدة التي ذكرتها لك، وإن شاء الله تعالى سعره يكون في حدود إمكانياتك، وهو سليم، ولا يسبب الإدمان.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات