السؤال
السلام عليكم د/ محمد عبد العليم.
أعاني من الوسواس والرهاب، ولدي نظرات حادة عند الحديث مع الأشخاص ويستعجبون، ومنهم من يتوتر بسبب ذلك الأمر، وأشعر بالذعر والدونية مباشرة بعد ذلك الأمر، وبدأ يظهر في رأسي الشيب بسرعة جدا، أحزن عندما يمزح معي أحد مزاحا لم يعجبني، ويحدث ذلك كثيرا، أصبحت عدوانيا عنيفا في أحيان كثيرة، كما أني قلق في كل شيء، وأخاف من المستقبل، يحدث هذا الأمر لأكثر من 5 سنوات، وأنا لم أكتشف نفسي بسبب عملي الشاق.
آخذ علاجا الآن، أخذت 12.5 سيروكسات لمدة 20 يوما ومعه ريزبردال 1 ملي نفس المدة، بعد ذلك رفع العلاج ليصبح 25 سيروكسات cr وريزبردال 2 ملي، وأشعر بتحسن -والحمد لله-، فإلى متى أستمر؟ وما الجرعة المحددة التي أسير عليها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي: أنت في رسالة سابقة ذكرت أنك تحس بالقلق والتوتر، وها أنت الآن تضيف أنك تعاني من وسواس ورهاب، وحقيقة الوسواس والرهاب أحد مكوناتها الرئيسية هو القلق، والذي استوقفني قولك أنك أصبحت عدوانيا، أخي: هذا الموضوع لا بد أن تحد منه، الإنسان يجب ألا يكون معتديا أبدا، وأنت رجل في كامل العقل والشعور والإدراك، فحاول ألا تغضب، وأرجو أن ترجع لما علمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- في كيفية إدارة الغضب، وقوله: (ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)، والإنسان يجب أن يستغفر، ويجب أن تغير وضعك، إن كنت جالسا فقم، وإن كانت واقفا فاجلس، وافعل حركة مخالفة للغضب، واتفل على شقك الأيسر ثلاثا، وتعوذ بالله من الشيطان، جرب أن تتوضأ ولو لمرة أو مرتين عند الغضب.
هذه الأمور والتوجيهات النبوية وجده الناس مفيدة جدا، لأن الإنسان إذا طبق حتى ولو لمرة واحدة سوف يرسخ في وجدانه وكيانه هذا العلاج النبوي العظيم.
ونصيحتي لك - يا أحمد - أن تعبر عن نفسك أولا بأول، لا تكتم، الاحتقان النفسي مثل احتقان الأنف، يؤدي إلى الكثير من الضيق والتوتر، فكن شخصا أريحيا معبرا، وكن في صحبة الطيبين والخيرين من الشباب.
أيضا نصيحتي لك أن تنخرط في أي عمل تطوعي أو عمل اجتماعي، أن تساعد الضعيف يبني في قلبك روحا طيبة لعلاج الغضب والعدوانية والتعانف.
من المهم جدا أن تحرص على صلاة الجماعة، لأن صلاة الجماعة تعالج الرهاب الاجتماعي بصورة فعالة جدا، ويا حبذا أيضا لو انخرطت في أي برنامج رياضي، الرياضة ممتازة جدا يا أحمد، تزيل كل الشوائب السلبية، وتحسن المزاج، وتجعل الإنسان أكثر انشراحا وانبساطا، وتمتص الغضب.
بالنسبة للزيروكسات: الحمد لله هو علاج جيد وممتاز، والجرعة التي أنت تتناولها هي جرعة فعالة جدا، وكذلك الرزبريادون، وأنت تشعر بتحسن. أقول لك: استمر على نفس الجرعة من الدوائين لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك يمكن أن تجعل جرعة الزيروكسات 12.5 مليجراما، تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعلها 12.5 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم 12.5 مليجراما كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الزيروكسات.
أما بالنسبة للرزبريادون فاستمر عليه بجرعة اثنين مليجرام لمدة شهرين، ثم خفض الجرعة إلى واحد مليجرام ليلا لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناوله.
هذا من وجهة نظري سيكون كافيا جدا بالنسبة لك، خاصة إذا انخرطت في البرامج السلوكية والاجتماعية السابقة التي تحدثنا عنها، وإن كان لك طبيب نفسي تراجعه أيضا إذا قابلته وأخذت برأيه فهذا -إن شاء الله- يدعم العلاج وموقفك منه.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.