السلام عليكم

أود أن أشكركم جزيل الشكر على ما تقدمونه من خدمات واستشارات مجانية.

أريد أن أطرح مشكلتي وهي: كنت أعاني من مشاكل في الجهاز التناسلي، ( التهاب القنوات التناسلية)، عالجت لمدة طويلة وكنت أستعمل تحاميل مضادات الالتهاب (بروفيند)، وكتب الله الشفاء لي، الحمد لله.

في يوم من الأيام لاحظت وجود دم في فتحة الشرج، دم أحمر، وبعدها صرت أراقب البراز، فوجدت خيوطا رفيعة من الدم على البراز فاستشرت طبيبا مختصا، وقمت بعمل منظار، وتبين وجود قرحة في المستقيم، وتم أخذ خزعات من القرحة وإرسالها إلى المختبر، وبعد صدور التحاليل تم التشخيص بمتلازمة قرحة المستقيم المنفردة، مع قولون عصبي.

كما أني أعاني من آلام متفرقة في القولون في الجانبين، ويمتد الكلى مع وجود حرقان وألم في المستقيم، ولا يوجد عندي إسهال بل مرات يكون إمساكا.

كما أن الألم يختفي تماما عند النوم، أي لا يوقظني، ولقد حولني طبيب الأمعاء إلى طبيب نفسي.

أريد منك يا دكتور أن تشرح لي طبيعة مرضي، لأني محبط وقلق جدا، ولقد أخطأت عندما أردت تشخيص مرضي بنفسي عن طريق الانترنت، فأنا متوهم أني أعاني من كروم أو التهاب القولون التقرحي، وهو ما نفاهما أكثر من طبيبين مختصين، وفي الأخير أريد منك أن تخبرني ما هي متلازمة قرحة المستقيم المنفردة؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الجزائري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقرحة المستقيم المنفردة solitary rectal ulcer syndrome قد تكون قرحة واحدة، وقد تكون عدة قرح صغيرة تؤدي إلى مجموعة من الأعراض، منها الإمساك ونزول دم من الشرج، والزحار (الحذق)، والشعور بالألم والإحساس الكاذب بامتلاء الشرج بالبراز، والشعور بعدم إفراغ الشرج من البراز، ونزول مخاط، وأحيانا نزول بقايا البرازعلى غير إرادة المريض Fecal incontinence.

يمثل الإمساك أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى قرحة المستقيم المنفردة، والعلاج الطبي للقرحة من خلال وضع كريم كورتيزون موضعي في داخل وخارج الشرج، بالإضافة إلى حقن شرجية بمادة sulfasalazine enemas وحقن البوتكس بمعرفة طبيب خبير في هذه الحقن.

كذلك فإن الإمساك ونقص كمية السوائل والألياف في الطعام وتناول وجبات خارج المنزل يؤدي إلى تهيج القولون، وإلى الشعور بالانتفاخ وعسر الهضم والغازات، وبالتالي فإن تغيير نمط الغذاء المفيد في علاج الإمساك والقولون هو نفسه المطلوب في علاج قرحة المستقيم.

بالتالي فإن الأطعمة الغنية بالألياف والسوائل تمثل جزءا مهما من العلاج، ومن المهم بالتالي الإكثار من شرب الماء ومن تناول الخضروات المطبوخة مثل الكوسة والملوخية والبامية، والأعشاب الخضراء مثل الخس والشبت والبقدونس، والإكثار من زيت الزيتون مع الأجبان والسلطات، وتناول الفواكه السوداء التي تحتوي على مواد مضادة للأكسدة لتنقية الدم من الشوائب، وتناول عصير البرتقال الطازج وتناول فاكهة وعصير التين والخوخ.

لا مانع من تناول بعض الملينات مثل أكياس fybojel كيس مرتين في اليوم للمساعدة في خروج براز لين، وبالتالي عدم الضغط على أنسجة المستقيم المتقرحة، وتناول أقراص الخميرة وكبسولات بروبيوتيك probiotic قبل الوجبات يفتح الشهية ويساعد على الهضم لاحتوائها على بعض الخمائر، وعلى البكتيريا النافعة والمفيدة في علاج عسر الهضم والقولون.

كذلك فإن تناول عصير اللحاء الداخلي لنبات الصبار غاية في الروعة في علاج الإمساك عند خفقه في الخلاط مع القليل من العسل والليمون وأوراق النعناع الطازجة، مع الإقلال قدر الإمكان من شرب الشاي والقهوة لاحتوائها على مواد تؤدي إلى الإمساك، والبعد عن التوابل الحارة حتى لا تؤدي إلى المزيد من الأعراض.

وفقك الله لما فيه الخير.