هل فعلا التوتر يسبب اضطراب الدورة إلى هذا الحد؟

0 89

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة 22 سنة، مشكلتي هي عدم انتظام الدورة خلال الأربعة الأشهر الأخيرة، حيث إنها تتأخر بـ20 يوما، عن ميعادها أو أكثر، وفي هذا الشهر ذهبت للدكتورة وقالت لي إن التوتر سبب لي اختلالا في الهرمونات، ووصف لي ديفاستون لإنزالها، وايتروجيستان 100ملغ لمدة 3 أشهر، مع كبسولات مغنيزيوم وطلبت منها أن أعمل تحاليل، قالت: لا، لا يستدعي كما أنها أكدت عدم وجود أكياس في المبيض، أو في الرحم والحمد لله.

في اليوم الذي ذهبت للطبيبة، كان عندي 9 أيام تأخير، لكنني كنت أحس بألم تحت البطن دليل على قربها، فقالت لي الطبيبة انتظري 3 أيام أخرى إذا لم تأت فتناولي ديفاستون، لكنني لم أتناوله إلا بعد 15 يوما أخرى، وأنا أنتظر بعد تناولي لديفاستون أتت الدورة بعد 4 أيام، لكنها أتت مؤلمة جدا، وأصبحت أشعر بإرهاق دائم، كما أن دم الدورة كان متكتلا جدا، وكثيفا.

هل تناولي لديفاستون في وقت متأخر هو السبب للألم وتكتل الدم والإرهاق؟

للعلم أن الألم يأتي في كل دورة، لكنه كان شديدا جدا ومستمرا هذه المرة؟ وهل فعلا التوتر يسبب اضطراب الدورة إلى هذا الحد؟ وهل يمكن أن تنتظم الدورة بشكل طبيعي بعد هذا العلاج؟

انصحوني وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم - يا ابنتي- من الممكن للتوتر أو للشدات النفسية أن تكون سببا في حدوث الاضطراب، أو التأخير في الدورة الشهرية, لكنها نادرا ما تسبب التأخير المتكرر، أو المتواصل, وبما أن الاضطراب عندك مستمر، ومتكرر لأربعة أشهر، فيجب دوما نفي وجود سبب عضوي، أو اضطراب هرموني في الجسم، ويجب عدم ترك الحالة من دون علاج؛ لأن تأخر الدورة وعدم نزولها لفترات طويلة سيسبب تسمكا في بطانة الرحم, وتسمك هذه البطانة لفترات طويلة قد يؤهب مستقبلا إلى حدوث الأورام في الرحم - لا قدر الله- لذلك يجب علاج تأخر الدورة المتكرر حتى عند غير المتزوجات, وأنصحك بعمل بعض التحاليل الهرمونية، وذلك كنوع من الاحتياط ولنفي وجود اضطراب في الغدة الدرقية، أو الكظرية أو النخامية، أو ارتفاع في هرمون الحليب أو غير ذلك.

والتحاليل هي:
LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON- TSH- FREE T3-T4- PROLACTIN- DHEAS.

ويجب عملها في ثاني، أو ثالث يوم من الدورة وفي الصباح، إذا تبين وجود خلل ما فبعلاجه ستعود الدورة، وتنتظم -بإذن الله تعالى-.

أما إذا تبين بأن التحاليل طبيعية، واستمر تأخر الدورة، أو أصبح يتكرر بعد انتهاء العلاج، فسيكون السبب هو وجود تكيس مبايض، لكنه غير ظاهر لا بالتحاليل ولا بالتصوير, وهنا نعتمد على تباعد الدورة وعدم حدوث الإباضة فقط في وضع التشخيص, ويجب علاج الحالة بناء على هذا الاساس.

إن العلاج الذي كتبته لك الطبيبة سينظم الدورة، وقد يحل المشكلة إذا كان السبب هو التوتر, لكن لن يحلها إذا كان السبب تكيسا على المبيضين.

ولعلاج التكيس ننصح بما يلي:
1- ممارسة الرياضة بشكل يومي لمدة ساعة.

2- اتباع نمط حياة صحي، وتناول الأطعمة الصحية التي يكثر فيها البروتين والخضروات والفاكهة الطازجة، مع تفادي الأطعمة التي تحتوي على مواد حافظة، أو منكهات، أو ملونات.

3- تناول حبوب تسمى( الغلكوفاج ) حبة واحدة يوميا من عيار 500 ملغ في الاسبوع الأول, ثم حبتين يوميا في الأسبوع الثاني, ثم ثلاث حبات في الأسبوع الثالث, ثم بعد ذلك الاستمرار على ثلاث حبات يوميا لمدة لا تقل عن 6 أشهر, ويتم بعدها إعادة تقييم الحالة من جديد.

4- تنظيم الدورة عن طريق حبوب منع الحمل من النوع ثنائي الهرمونات مثل: ( ياسمين أو جينيرا)؛ وذلك لأن هذه الحبوب تعمل أيضا على إزالة التكيس.

نعم - يا ابنتي- قد يكون سبب نزول الدم عندك بهذا الشكل هو تأخرك في تناول الحبوب, لكن من الممكن أن يحدث أيضا حتى لو تناولت الحبوب بنفس الوقت الذي حددته الطبيبة, فنزول الدورة بهذا الشكل يدل على أن البطانة الرحمية متسمكة, وهذا التسمك يبدأ بالحدوث بمجرد تأخر الدورة لأكثر من 7 أيام, وفي كل الأحوال فإن شكل ولون الدم لا يهم كثيرا، والمهم هو أن لا يكون غزيرا جدا بحيث يسبب فقرا في الدم - لا قدر الله-.

أسأل الله -عز وجل- أن يمتعك بثوب الصحة والعافية دائما.

مواد ذات صلة

الاستشارات