كيف أتخلص من شعور الوحدة والعزلة نهائيا؟ أرشدوني.

0 45

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيرا على كل ما تقدمونه من علم ينتفع به العباد.

مشكلتي بدأت منذ ثلاث سنوات منذ أن هاجرت إلى بلد آخر، وهنالك حببت إلي العزلة، فكان شيئا جديدا لم أختبره من قبل، وكنت أقعد بالساعات يوميا أفكر وأتفكر بشكل لا نهائي في أمور عديدة في الدين وفي الحياة، وهذا ما أورث شبهات كثيرة وأفكار سلبية ومفاهيم خاطئة واختلال في التفكير، فكنت حبيس أفكاري، ومنذ ذلك الحين ظهرت عندي الأمراض النفسية، مثل الخجل والرهاب والاكتئاب والوحدة، ولم يعد للحياة طعم بالمرة.

وكنت أكتب أفكاري طيلة الوقت حتى أنها أصبحت عادة أن يسبح عقلي في بحر التفكير والفراغ فيصعب علي إيقافه، حاولت دائما التخلص من العزلة، و-الحمد لله- وبعد محاولات عديدة ومخالطة الناس رجع لي هذا التوازن الفكري والاجتماعي، وفهمت معنى العزلة وتعلمت منها، فلا أدع مجالا للفراغ، وأحاول أن أشغل نفسي دائما مع الأهل والأصدقاء وجماعة المسجد، ولكن قد تأتي بعض أوقات الفراغ فيصيبني الاكتئاب، وعند الخروج وحدي يأتيني شعور العزلة والحرمان الحسي أيضا.

أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما ذكرته ينطبق تماما على أي شخص يترك بلده ويذهب إلى بلد آخر أهلها مختلفون، لغتهم مختلفة، عاداتهم مختلفة، ويعيش لوحده، فتبدأ العزلة هنا ويبدأ الفراغ ويلجأ الشخص إلى التفكير والتحليل، وما ينتهي التفكير عند نقطة إلا يبدأ من نقطة أخرى وهكذا.

والحمد لله -يا أخي الكريم- أنك اجتزت هذه المرحلة بدرجة كبيرة، وفككت العزلة وانفتحت على المجتمع، وكونه تأتيك لحظات أخرى فهذا شيء طبيعي، -بإذن الله- كل ما اندمجت في مجتمعك الجديد وكل ما كونت صداقات وتعلمت اللغة وانشغلت، كل ما خفت هذه الأعراض النفسية حتى تنتهي نهائيا، أنا لا أعرف أو لم تذكر وضعك المهني، هل أنت تعمل أم لا، ووضعك الاجتماعي، هل أنت متزوج أم لا، إذا لم تكن متزوجا وهذا واضح من العزلة، واضح من بياناتك، فأنصحك أيضا بالتفكير في الزواج؛ لأن هذا يفك عنك العزلة نهائيا، فتجد من يعيش معك ويؤنس وحدتك، وأيضا أنصحك طبعا بتعلم اللغة وإيجاد عمل إذا لم تكن تعمل، والانفتاح في المجتمع.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات