السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا متزوجة منذ 14 سنة، عمري 30 سنة، وعندي 3 أطفال، أحب زوجي وهو يحبني، إنسان طيب وخلوق، ولكن منذ سنتين تقريبا أصاب زوجي مرض السكري، ومن بعدها أصبح يعاني من ضعف جنسي، بمعنى أنه ومنذ سنتين لم يكن فيه أي جماع! يقترب مني ولكن لا ينتهي بالجماع!
تركته فترة ولم أفتح معه الموضوع كي لا يتحسس أو يغضب، قبل شهرين فتحت الموضوع معه، فقال أنه ذهب للطبيب وعمل له تحاليل، وظهر أن لديه مشكلة، وهي قلة الهرمون الذكري عنده، وأنه يتعالج ويأخذ العلاج منذ شهرين أو ثلاثة، وحتى الآن لم أرى أي تحسن نهائيا!
وهذا الشيء بدأ يؤثر علي نفسيا، وأصبحت باردة جنسيا تجاهه، ولا أتحمل أن يقترب مني أو حتى أجامل! نفسيتي مدمرة تجاه هذا الموضوع، فأنا صغيرة، وهو عمره 42 سنة، يعني ليس عجوزا كي لا يستطع الجماع!
أصبح دائما بيننا نفور ومشاكل بسبب هذا الموضوع؛ لأني لا أطيق أن يقترب مني أو حتى أجامله.
أنا قلقة جدا، هل سأكمل حياتي وأنا بهذا الوضع، وهل هذا الذي أمر فيه طبيعي أم لا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mno0o .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:
حسب ما فهمت من رسالتك -يا ابنتي- أن زوجك يعاني من ضعف أو من عدم حدوث الانتصاب خلال العلاقة الزوجية، ومن المستبعد أن يكون سبب ذلك هو مرض السكري الذي شخص له؛ لأن الضعف الجنسي أو الاختلاطات الأخرى التي تنتج عن مرض السكري تحتاج إلى سنوات طويلة حتى تظهر، وعندما تظهر فإنها تظهر بالتدريج وليس بشكل مفاجئ؛ لأن سبب هذه الاختلاطات، (بما فيها ضعف الانتصاب) هو تأثير السكر المرتفع وغير المعالج جيدا على الأوعية الدموية، وحتى لو افترضنا بأن زوجك يعاني من مرض السكر منذ زمن لكن لم يشخص له إلا منذ سنتين، فهل هي مصادفة أن تظهر أعراض الضعف الجنسي بنفس وقت تشخيص السكري؟
في الحقيقة أن أكثر سبب للضعف الجنسي عند الرجال هو السبب النفسي، وعلى الأرجح بأنه هو السبب عند زوجك؛ لأن الطبيب قام بفحصه وتأكد من عدم وجود أسباب عضوية، أما نقص هرمون التستوسترون فقد تم إعطاؤه العلاج اللازم، فلو كان هذا النقص هو السبب لتحسنت الحالة عنده.
إن السبب النفسي قد لا يكون واضحا، فقد يكون عبارة عن أي شدة يتعرض لها الرجل، وقد يكون زوجك قد تفاجأ بإصابته بمرض السكري فأثر الأمر على نفسيته، أو لربما يعاني من مشاكل في العمل أو مع العائلة، أو قد يكون لديه التزامات غير قادر على الوفاء بها، أو قد يكون لديه حالة من القلق أو الاكتئاب، أو غير ذلك، فمثل هذه الأمراض قد لا تتظاهر عند الرجال بأعراضها الاعتيادية المعروفة، وكثيرا ما يكون العرض الأول لها هو الضعف الجنسي.
إن الضعف الجنسي عند الرجال هو حالة طبية بحتة سواء كان سببها نفسيا أو عضويا، أي أن زوجك الآن يعاني من مرض خارج عن إرادته ويحتاج إلى علاج، ويجب أن تتفهمي وضعه -يا عزيزتي- بل ويجب أن تضعي نفسك مكانه -لا قدر الله-، فعامليه كما تحبين أن يعاملك.
وبكل تأكيد أن الأمر ليس سهلا على زوجك، ولا شك بأنه يشعر بالذنب وتأنيب الضمير لعدم قدرته على القيام بواجبه الزوجي نحوك، وهذه المشاعر السلبية تجعله يفقد الثقة في نفسه أكثر، فتزاد الحالة عنده سوءا -لا قدر الله-.
لذلك أرى -يا عزيزتي- بأن تتصرفي بطريقة الزوجة المحبة والحكيمة، فالحياة الزوجية حياة مشتركة في كل شيء، وهي لا تنحصر في العلاقة الزوجية والإنجاب فقط، وزوجك الآن بحاجتك أنت بالذات أكثر من أي وقت مضى، وبيدك أنت أن تحسني الأمور عن طريق تفهمه والوقوف إلى جانبه، أو أن تزيدها سوءا -لا قدر الله- عن طريق إظهار النفور والرفض له، فدور الزوجة هنا دور حساس جدا ولا يعوضه أي دور آخر؛ لذلك أنصحك بأن تكوني أنت المبادرة عن طريق إظهار اهتمامك به، وحرصك على صحته بشكل مستمر وجاد، ثم تحيني الفرصة المناسبة لتتحدثي إليه بكل هدوء وود، وابدئي كلامك معه بالقول له بأنك فخورة به كزوج وكأب لأطفالك، وأن حبك له هو حب غير مشروط، وأن الحفاظ على حياة مستقرة وسعيدة معه هو من أولوياتك، ثم أكدي له بأن أكثر ما يهمك الآن هو صحته.
واطلبي منه أن يصارحك إذا ما كان لديه أي مشكلة، أو حدث، أو خوف، أو قلق من أي شيء، وأكدي له بأنك ستتفهمين أي ظرف، وستكونين له عونا وسندا على تجاوزه، وهكذا -يا ابنتي- حاولي التواصل مع زوجك بكل حب وود، واختاري الطرق التي تجدينها مناسبة لشخصيته لتتعرفي إذا ما كان هنالك شيء يكتمه أو يضايقه، وشجعيه على مراجعة طبيب نفسي ليتأكد من أنه لا يعاني من حالة قلق أو اكتئاب أو غير ذلك.
وأطمئنك -يا ابنتي- بأن الضعف الجنسي عند الرجال أصبح من الأمور التي يسهل علاجها الآن، فهنالك الكثير من الأدوية التي تساعد على ذلك، وبإمكان الطبيب الذي يتابعه أن يكتب له الدواء الذي يناسب جسمه.
أسأل الله -عز وجل- أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائما.