كيف نقاوم الأمراض النفسية في بيتنا؟

0 73

السؤال

السلام عليكم.

أنا أعاني من الفصام العقلي، لدي نسيان شديد وخوف، لا أدري إن كان سيستمر معي المرض إلى الأبد، وهل أستطيع الزواج الآن؟ علما أني أعاني من ضعف جنسي وضعف بالانتصاب وسمنة مفرطة، بسبب استخدام أدوية الفصام، وهي (ريسيبردال وابليفاي) وسابقا أستخدم (إبر انفيجا) كل شهر.

قرأت أن مضادات الذهان تسبب زيادة في السمنة، وعندي شهوة وأريد الزواج والعيش كأي إنسان طبيعي يتزوج ويعمل أسرة، وعنده أبناء ووظيفة ومكانة في المجتمع.

علما أن حالتي كما يقول الطبيب مستقرة، وفي تحسن، ولكن لا أستطيع الصلاة ولا القيام بأي عمل سوى الجلوس في المنزل، وأمي تعبت معي، وهي مسكينة تدعو لي دائما وتبكي، وأبي رجل كبير في السن، ويعاني من مرض الاضطراب الوجداني والاكتئاب والوسواس القهري، وأخي لا يخرج من المنزل، ولا يجيد شيئا سوى الجلوس في المنزل والألعاب الإلكترونية، أو ما يسمى ب (البلايستيشن)، وهو عنده عزلة حتى الأقرباء والضيوف إذا أتوا إلى منزلنا لا يخرج إليهم! لا يجيد سوى الجلوس في غرفته.

لا أدري إن كان عنده فصام أو رهاب اجتماعي وخوف، وهو لا يتكلم معنا، والذي أعلمه أنه ابتلاء من الله، ولكن تعبنا كثيرا من هذه الحالة، فما تفسيرك لها؟ وشكرا جزيلا لكم على هذا الموقع الرائع، والحمد لله على كل حال.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء، أخي مرضى الفصام يمكنهم الزواج هذا من ناحية المبدأ، وكل المطلوب في حالتك هو أن يقوم طبيب الطب النفسي المشرف على علاجك بأن يحولك إلى طبيب الذكورة لإجراء بعض الفحوصات الهرمونية ومن ثم يتم إعطاؤك بعض الأدوية التي تحسن من الرغبة الجنسية والانتصاب، هذا هو الذي أنصح به، وعليك قطعا أن تبدأ بتأهيل نفسك، خاصة فيما يتعلق بموضوع السمنة، هذه -أخي الكريم- يجب أن تعالجها.

الأبيليفيا والرسبيريادال، وهي الأدوية التي تتناولها الآن لا تزيد من الوزن كثيرا، فإن دخلت في برنامج لتخفيض الوزن وأخذت هذا الأمر بجدية يمكنك قطعا أن تتحسن كثيرا فيما يتعلق بوزنك وتخفيضه، وكذلك قدرتك على التواصل الاجتماعي.

انعزالك في البيت قطعا قد يصعب عليك أمر الزواج، ولذا أنا أنصحك أن تتفق مع الطبيب أن يضع لك برنامج تأهيل، والمستشفيات بها برامج تأهيلية من خلال ما يسمى بالمستشفى النهاري، والبحث عن عمل أراه أفضل تأهيل بالنسبة لك هذه كله يجب أن تسعى لتحقيقها حتى تعيش حياة طبيعية، كذلك الصلاة يجب أن تكون على رأس الأمر في حياة المسلم، لا عذر أبدا في موضوع الصلاة، والصلاة تعود على الإنسان بخير كثير.

أخي: الطريقة التي أصغت بها رسالتك تشير إلى أنك بفضل من الله تعالى تتمتع بمقدراتك عالية جدا، فلا تقلل من قيمة ذاتك، ويجب أن تحفز نفسك، بل تكون صارما مع نفسك فيما يتعلق بتأهيلك، كالصلاة مع الجماعة، القيام بالواجبات الاجتماعية، مشاركة الناس في مناسباتهم، ممارسة الرياضة هذا كله مطلوب في حالتك ويعتبر علاجا وعلاج مهم جدا فأرجو أن تأخذ بما ذكرته لك.

والدك أسأل الله تعالى له العافية، وعليه قطعا بالمتابعة مع الطبيب النفسي، وعدم خروجه من المنزل قطعا لن يساعده في أن يتقدم في العلاج، يجب أن يذهب ويصلي في المسجد، يجب أن يشارك الناس، مناسباتهم الكبيرة، أرجو أن تحثه وأن تتفق معه لأن تخرجوا وتعيشوا الحياة كما هي.

لا يمكن أن تفرضوا على أنفسكم هذا الحصار داخل المنزل أيها الفاضل الكريم، ومن المؤسف جدا أن ثلاثتكم قد كونتم هذا الحلف، أنت وأخوك ووالدك بأن لا تخرجوا من المنزل، لا، هذا ليس بصحيح.

من الواضح أنك تتمتع بإدراك عال جدا، فكن أنت الموجه لوالدك ولأخيك، وتتحمل مسؤولية تأهيليهم، والأخ لا بد أن يقابل الطبيب ليقوم بتحديد تشخيصه وإعطاء العلاج اللازم.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.. وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات