السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أنا طالبة طب آخر سنة، منذ فترة أعاني من وسواس الموت، أنا وحيدة أمي، ومررت بضغوط وتصرفات كثيرة، لا أعلم وضع حالتي!
في رمضان الماضي قلت لأمي بعد الفطور دون شعور وبمزحة: إنني أحس أن هذا آخر رمضان لي، طبعا بعدها التهيت بحياتي، وبعدها بشهرين أصابتني دوخة سقطت مريضة على إثرها، ونطقت أنني سأموت، وبعدها استيقظت -الحمد لله-.
ومنذ شهر صفر من هذه السنة وحتى الآن أردد كلمة الموت، لدرجة أنني أقرأ عن الموت، وكنت لاهية في الدنيا أكثر، وكأنني واثقة أنني سوف أعيش، ولكن بمجرد ما تعبت عرفت طريق ربي، والمشكلة أنني أصبحت أتلفظ بكلمات لا إرادية، وأحس بمشاعر متلخبطة آخرتها اليوم، حيث كنت أقول لصديقتي: إنني ذهبت لشيخ وقال لي: عندي مس وعين، وأعطاني ماء العرفج. وقلت لها: برزخ، وبعدها أيقنت أن البرزخ حياة الموت. وأنا فعلا جالسة أطالع الأشياء بغرابة، وأحس أن الحياة قصيرة جدا، أو محصورة، ولا أدري هل هذا مرض أم تنبيه من ربي؟! مع أنني حلمت في هذه الفترة، وقال لي الشيخ: إنه خير لي، وعمري طويل -بإذن الله-. وأنا دائما أدعو الله بطول العمر في رضاه، ولكي أعوض أمي تعبها معي.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رزان حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الدراسة الجامعية بصورة عامة ودراسة الطب بصورة خاصة تكون فيها كثير من الضغوطات النفسية، إذ التحصيل والتفوق يكون مطلبا للإنسان، وأي شيء يؤثر على التحصيل الدراسي يؤثر على النفس، وطبعا أنت تحت ضغوط إكمال دراسة الطب حتى تكون الوالدة فخورة بك؛ فكل هذا -أختي الكريمة- يجعلك تحت ضغط، وما تعانين منه ما هي إلا أعراض قلق وتوتر، وأصبح هناك وسوس أو رهاب الموت يتملكك؛ ولذلك صرت مشغولة بالموت ومشغولة بأي شيء حول الموت، وهذا واضح -أختي الكريمة-.
هذا مرض نفسي يحتاج إلى علاج لكي لا يؤثر على دراستك، والعلاج يمكن أن يكون دوائيا، مثل حبوب السبرالكس (مثلا) عشرة مليجرام، نصف حبة (خمسة مليجرام) لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وبعد ذلك يجب أن تستمري في تناولها على الأقل لمدة ستة أشهر حتى تختفي هذه الأعراض.
وأيضا العلاج السلوكي المعرفي مفيد جدا لتمليكك مهارات التجاهل، وعدم الالتفات لهذه المخاوف الوسواسية من الموت، وكل هذا يمكن أن يتم عن طريق معالج نفسي.
الحمد لله أنك ملتزمة بصلواتك، وعليك بالإكثار من الدعاء والحرص على الأذكار، وتلاوة القرآن؛ فإن كل هذا يؤدي إلى مزيد من الطمأنينة والسكينة.
وفقك الله وسدد خطاك.