محتارة في الاستمرار في تخصصي الدراسي، فهل هو باب الرزق الصحيح؟

0 64

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالبة جامعية، أدرس سنة أولى تخصص نظم معلومات إدارية، مشكلتي أنني في الثانوية العامة كنت قد احترت كثيرا في اختيار التخصص المناسب الأدبي أم العلمي، وقد عانيت جدا لأختار التخصص المناسب، ووجدت أنني لن أستطيع على العلمي، وكنت خائفة أن أرسب، وصليت الاستخارة، وشاء الله دراستي للأدبي، وحصلت على معدل جيد، وعند اختياري لتخصصات الجامعات لم أجد شيئا مناسبا.

مشكلتي أني لا أعلم ما هو الخير لي، وأصبحت أفكر لو أنني درست العلمي، لكنت درست التخصصات التي أحبها، وأحيانا أقول هذه مشيئة الله وهذا الأفضل، وأشك أني لم آخذ بالأسباب، والآن أنا اخترت هذا التخصص بعد صلاة الاستخارة والتوكل على الله، وإني أحبه نوعا ما، لكن هذا التخصص عمله ليس جيدا في دولتي، وأكثر من شخص نصحني بالابتعاد عنه، واختيار تخصص آخر، أصبحت أفكر أن أدرس العلوم المالية والمصرفية، فهل العمل في البنوك حرام؟

وأيضا فكرت في دراسة المحاسبة، عملها راكد، لكن من رأي الناس الدارسين أنها أفضل من تخصصي الحالي، وأستطيع التحويل لكني أخاف، ولا أعرف ما هو الخير لي، فعند صلاتي للاستخارة لا أعرف ماذا أفعل بعدها! بعض الناس يقولون افعلي ما ترتاحين له، لكني أبقى مشتتة.

أرجو منكم أن توضحوا لي عن صلاة الاستخارة، وكيف تسير الأقدار؟ و كيف يقدر الله لنا الأفضل؟ وكيف أعرف أن تحولي لتخصص آخر أفضل لي؟ وكيف تسير الأرزاق؟ هل إذا اخترت أي تخصص يكون رزقي نفسه؟

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رانيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح حالك، ويلهمك الرشد والسداد.

- التخصص الذي قمت باختياره جيد ومفيد وله مستقبل، والتميز هو المطلوب، فاحرصي على التفوق في مجالك، كما أن الإدارة هي الأساس في كل النجاحات، وعدم اهتمام بلادنا العربية بالعلوم الأدبية من أسباب تخلفها، فاجعلي همك إرضاء الله، ثم نفع البلاد والعباد، واعلمي أن الناس لا يمكن أن يتفقوا، وإذا حاولت الاستماع إلى الجميع فلن تصلي لشيء.

- احمدي الله على ما وفقك إليه من النجاح والتوفيق، ولا تقولي لو كان كذا كان كذا، ولكن رددي: قدر الله وما شاء فعل، لأن لو تفتح عمل الشيطان، فتجاهلي وساوسه وأشغلي نفسك بالحاضر وانسي الماضي، وانظري للمستقبل بأمل جديد، وبثقة في ربنا المجيد.

- إذا كنت قد اخترت تخصصك بعد تفكير واستخارة، فاتركي التردد وتوكلي على الله واستعيني به سبحانه، ولا تتبعي آراء الناس، فالذي يصلح لهم قد لا يصلح لك، وكل ميسر لما خلق له، ومتابعتك لكل ما يقال هو السبب الحقيقي للتشتت الحاصل.

- وليس من الضروري أن يظهر لك شيء بعد الاستخارة، ولكن الارتياح وبركة تطبيق السنة، والقيا م بما عليك، كل ذلك مما يجلب لك السعادة والرضا، وقناعتك بأن ما يختاره الله لك أفضل مما تتمنينه لنفسك من أهم ما يجلب لك الراحة، وقد قال الفاروق عمر -رضي الله عنه-:" لو كشف الحجاب لتمنى كل إنسان ما قدر له"، والأرزاق ليس من الضروري أن تكون لها علاقة بتخصص الإنسان، فلا تحملي الهموم، واشتغلي بطاعة الله تعالى.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات