ينفر الخطاب مني بسبب عدم حديثي معهم عن الغزل الرومانيسة.. هل أنا مخطئة؟

0 66

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة، عمري 32 سنة، والغريب أنه لم يتقدم لخطبتي رجل وأنا صغيرة، حتى وصلت سن 30، فبدأ الرجال بخطبتي لكن للأسف لم يعجب بي واحدا منهم، وكانت حجتهم أني باردة جنسيا؛ لأني لا أتجاوب معهم في الحديث عن الحب والرومانسية، وبعدها يخبرونني أني كبيرة في السن، ولا أناسبهم، ولكن أنا كنت أتجنب الحديث عن الحب والرومانسية؛ لأنهم ليسوا حلالا لي لأكلمهم بكل حرية وأغازلهم، فكنت أصدهم دائما، وأخبرهم بأن لكل شيء وقته فيتهربون مني، ويتركونني، خاصة أن مجتمعنا الذي أعيش وسطه متحرر، فأخبرني الجميع بأني مخطئة؛ لأني لا أتجاوب معهم، خاصة أني عانس في نظرهم.

هل فعلا أنا مخطئة؟ وهل فعلا أنا مريضة نفسيا كما يدعي بعضهم؟

أجيبوني -جزاكم الله خيرا- وأخبروني ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Abrite حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل أن يضع في طريقك صالحا مصلحا يسعدك وتسعدينه، وأن يصلح لنا ولكم الأحوال، وأن يحقق لك الاستقرار والآمال.

ما يحصل من التوسع في المكالمات العاطفية، أو الممارسات الخادشة للحياة قبل الزواج أمر مرفوض من الناحية الشرعية، ولها آثارها الخطيرة على مستقبل الحياة الأسرية، وأرجو أن لا يحملك تهاون الناس إلى النزول لمستوياتهم، فلا تغتري بكثرة الهالكين.

ولا مانع من أن تظهري ما وهبك الله من صفات جميلة وذوق رفيع بين جمهور النساء، واعلمي أن فيهن وبينهن من يبحثن عن أمثالك من الفاضلات.

والمرأة المسلمة تكون في غاية التستر والأدب والحياء بين الناس، ولكنها تتفنن في إظهار سحرها الحلال ودلالها مع زوجها الحلال، ومن يلتزم بآدب الإسلام من الرجال والنساء تكون فرص نجاحه واستمتاعه بالحلال أكبر وأعظم، بخلاف من يستعجلوا الشيء قبل أوانه فقد يعاقبوا بحرمانه.

وقد ثبت في دراسات غربية، وأخرى شرقية أن العلاقات العاطفية خارج الأطر الشرعية وقبل الرباط الشرعي هي المسؤولة عن أكثر من 83 بالمائة من نسبة الفشل في الحياة الزوجية، ولا عجب في ذلك فالشيطان الذي جمعهم على الشر هو الشيطان الذي سوف يأتي ليغرس الشكوك.

وأرجو أن يعرف كل من يطرق الأبواب بقناعاتك وتميزك، ولا تتأثري بمن قد جاء وذهب من الخطاب فإن لكل أجل كتابا، وسوف يأتيك من قدر الله مجيئه إليك، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونتمنى أن يكون لأهلك دور في التلطف مع من يطرق الأبواب والحيوية في الاستقبال، وإظهار الاهتمام، وأشغلي نفسك بالتلاوة والأذكار، وأكثري من التضرع لمن لا يغفل ولا ينام وكوني في حاجة الضعيف ليكون العظيم في حاجتك.

نسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك، وأن يهيئ لك من أمرك رشدا ومخرجا، ونكرر الترحيب بك في موقعك.

مواد ذات صلة

الاستشارات