السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لطالما كان موقعكم قبلتي بعد الله عز وجل إن ضاق بنفسي أمر ما، ودائما ما أجد الإجابة الشافية بصدر رحب، فجزاكم الله عني وعن المسلمين خيرا.
أنا طالب جامعي أبلغ ٢٢ سنة من العمر، استشرتكم وغيركم سابقا في عدد من المسائل النفسية وكنت في الغالب أعلم ما هو جذر مشكلتي لكني لا أجد حلها؛ أما هذه المرة فلا أعلم ما هو مصدر الحال التي أنا بها!
مشكلتي أنا دائم الغرق في أحلام اليقظة والأفكار السلبية، ولأوضحها لكم فسأذكرها في نقاط:
- الطموح الزائد: أرغب بشدة أن يكون لسني عمري أثر في الدنيا يبقى أجره، ولأني لا أجد هدفا واضحا واقعيا فدائما ما أتخيل نفسي ناجحا في مناصب كبيرة بشكل خيالي، مما يعود علي بالإحباط، ويجعلني أمل من الاجتهاد والقراءة العامة في بعض المجالات التي أحب كالتاريخ والاقتصاد؛ إحساسا مني بعدم فائدتها.
- الإحساس بالنقص: كثيرا ما أشعر أني أقل ذكاء وعلما من أقراني (وأنا أعني أهل العلم والحفظ والقراءة لا عامة الشباب)، وأنهم ينظرون إلي كإنسان عادي ما يجعلني أبحث يائسا عن شيء أتميز فيه، ومن ناحية أخرى فقلة خبرتي في مسائل الحياة العامة بسبب ظروف حياتي المبكرة كثيرا ما يوقعني في الأخطاء التي -رغم أنها أمر عادي - تجعلني أحس بأني لا أستحق حمل أي مسؤولية.
- كثرة مراجعة الأخطاء: أنا أفكر باستمرار في أخطاء الماضي أيا كان نوعها وقدرها، وربما لذلك أنا أخشى دائما اتخاذ أي قرار مهما كان تافها خوفا من الخطأ، ولا أعلم إن كان لذلك علاقة بشخصيتي الكمالية.
- الاهتمام برأي الناس: أنا أهتم كثيرا برأي الناس في شخصيتي ومهارتي، ودائما ألحظ وأقارن ردود أفعالهم مع أني لا أبدي ذلك، وإذا أحسست أنهم ينظرون إلي بصورة سلبية فإني أقضي وقتي أدافع عن نفسي داخليا، أو أتخيل نفسي في مواقف تدحض ذلك الرأي، ولتعلموا فقد ترددت في إرسال هذه الاستشارة لكثرة ما سألت سابقا خشية أن يظن بي ضعف أو تشتت.
ما أود أن أختم به هو: أن هذه الأفكار قد تقلل أحيانا قدرتي على التركيز أثناء وقت المذاكرة، وقد تشعرني بالضيق، وأحيانا تجعلني أقوم بحركات لا إرادية، لكنها لم تبلغ الحد الذي يعطلني في مسعاي أو يجعلها ظاهرة علي.
أفتوني في أمري جزاكم الله خيرا.