السؤال
منذ عشر سنوات وأنا أعاني من مرض الصدفية، حيث إنه منتشر في كامل جسدي وخاصة على مناطق الفخذين، وحتى أنه موجود في رأسي.
وتعالجت علاجات كثيرة طبية وأعشاب، فتعالجت بالعسل وبإبر النحل، وجميع أنواع الكريمات والحبوب، فكلما أسمع عن شيء أذهب وكلي أمل أن يكون هذا سببا في علاجي.
أرجو تقديم النصح والإرشاد، وإذا كان العلم الحديث توصل إلى حلول جذرية.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أولا وقبل كل شيء: علينا أن نتذكر أن الصدفية مرض مزمن، ولكن تتفاوت شدته حسب العوامل المهيأة، وما قيل في أسبابه هو أنها غير معروفة، ولكن قد يكون الصداف وراثيا كصفة جسمية قاهرة، وقد يلاحظ متواترا في بعض العائلات، وهناك دليل على أن الوراثة جسـمية قاهـرة وحيدة المورثة.
في الآفات الصدافية التقليدية تنضج الخلايا الكيراتنية بشكل أسرع، وتصل إلى سطح الجلد بوقت أقصر من الطبيعي.
من العوامل المؤهبة والمهيأة:
1- الرضوض والإصابات: الرضوض الموضعية بما فيها الفيزيائية والكيميائية والكهربائية، والجراحية والإنتانية والالتهابية، قد أثبت إثارتها للآفات الصدافية أو تفاقم آفات سابقة.
2- الإنتانات: بالعقديات، خاصة في البلعوم، لها دور في إثارة الصداف النقطي الحاد، وهذا ما يفسر تحسن الآفات الصدافية بعد تناول المضادات الحيوية لمعالجة إنتان اللوزتين والتهاب الحنجرة.
3- العوامل الغدية الصماوية: إن تكاثر المرض وحدوثه في سن البلوغ وفي سن اليأس قد يفسر دور الهرمونات، كما أن الصداف المعمم البثري قد يثار بالحمل والطمث والجرعات العالية من الاستروجين.
4- أشعة الشمس: إن أشعة الشمس مفيدة بشكل عام، لكن نسبة ضئيلة من حالات الصداف تثار بواسطة التعرض القوي خلال الصيف في المناطق المعرضة للشمس.
5- العوامل الاستقلابية: لوحظ أن نقص كلس الدم قد يثير الصداف.
6- الأدوية: تم تسجيل بعض الأدوية على أن لها تأثيرا مهيجا للصدفية، مثل الليثيوم ـ حاصرات بيتا ـ براكتولول ـ كلونيدين ـ يويد البوتاسيوم ـ اميودارون ـ ديجوكسين ومضادات الاكتئاب، ترازودون ـ الأدوية الخافضة للشحوم ـ بنسلين ـ تيرفينادين ومضادات الملاريا قد تختلط بارتكاس دوائي صدافي الشكل.
كما أن التوقف الفجائي للستيرويدات القوية المعطاة جهازيا، مثل الستيروئيدات الموضعية القوية (كلوبيتازول بربيونات مثل ديرموفيت) خاصة يترافق مع انتشار الصداف البثري المعمم.
وأخيرا، فإن التأثير المتفاقم الناجم عن مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، مثل: الفنيل بوتازون الفموي والأوكسي فين بوتازون ـ اندوميثاسين، ديكلوفيناك ـ ميكلوفينامات والايزوبروفن قد يؤدي إلى انتشار المرض.
7- العوامل النفسية: الإجهاد والتوترات العاطفية والنفسية قد يكون لها دور في تفاقم الصداف.
معالجة الصداف:
يمكن للطبيب الممارس العام أن يعالج بعض حالات الصداف، ولكن استشارة اختصاصي الأمراض الجلدية قد تكون ضرورية خاصة في الحالات التالية:
الآفات المنتشرة والواسعة الانتشار.
الآفات المتوسفة والارتكاسات الأحمرية.
الصداف البثري.
الآفات المتكررة.
طرق المعالجة:
1- الوسائل غير النوعية والعامة، مثل: الراحة، والابتعاد عن البيئة المقلقة، وطمأنة المريض مهم جدا، وإعلام المريض وأهله أن هذا النوع من المرض الجلدي غير معد، ويمكن علاجه، ويحتاج إلى قليل من الصبر.
2- العلاجات الموضعية.
إن الطرق الفعالة للمعالجة هي البدء بهدوء باستعمال المركبات البسيطة التي تتناسب مع الحالة المرضية، فمثلا: الحالات البسيطة من الصداف قد لا تحتاج أكثر من مطريات بسيطة للجلد أو ستيروئيد خفيف موضعيا، مثل مرهم الهيدروكورتيزون، أو بالمشاركة مرهم الستيروئيد مع حمض الصفصاف أو القطران، ورغم أن ذلك يمكن أن يعطي نتائج جيدة في الأعمار الأكبر، فإنه يجب الحذر الشديد عند وصف هذه المشاركات خاصة عند الأطفال.
النتائج الممتازة يمكن الحصول عليها بالستيروئيد الموضعي المغطى بضماد كتيم، أو استخدام (Cordran tap) ولكن تحت إشراف طبي.
صداف الوجه والسطوح العاطفة (الثنيات):
يجب الحذر الشديد عند معالجة آفات الوجه والسطوح العاطفة والأعضاء التناسلية نتيجة للمضاعفات التي قد تحدث من مركبات القطران والستيرويدات خاصة المركزة، إذ يجب استخدام الستيروئيد الخفيف، حيث إن الستيرويدات القوية يمكن أن تسبب اختلاطات أكثر موضعيا للجلد المتهتك في كل حالة.
3- الفيتامين" D3 "ومشابهاته (Calciptrol ) مرة يوميا قد يعطي نتائج جيدة خاصة عند مشاركته مع الستيروئيد الخفيف مع حمض الصفصاف، حيث تستخدم تلك المركبات الموضعية مرتين يوميا.
4- السورالين مع (Puva) أو التعرض لأشعة الشمس: يجب الحذر من استخدام (Puva وPuvb) كنمط معالجة بسبب التأثيرات الجانبية وتفاقم الآفات في بعض المرضى، حيث إن هذه الأدوية لا تستطب للأعمار الصغيرة أقل من 12 سنة.
5- المتثوتركسات: الميثوتركسات يجب أن تستخدم تحت المراقبة الشديدة وبعد استقصاءات كاملة خاصة تعداد الدم ووظائف الكبد.
6- الستيرويدات القشرية:
يجب استخدامها بحذر شديد، الجرعات الكبيرة من البريدنيزولون يتلوها انقطاع فجائي في المعالجة قد يؤهب لحدوث الصداف البثري المعمم.
7- الرتينويدات: مصطلح "رتينوئيد" يطبق لعائلة من مقلدات الفيتامين A الطبيعية والمصنعة.
8- سيكلوسبورين: من 1- 6 ملغ / كغ وزن الجسم / يوم، فقد وجد أنه يحسن الآفات المعندة والبثرية عند البالغين، ويجب عدم سحب الدواء الفجائي الذي قد يؤدي إلى نكس سريع (التأثيرات الجانبية تحتاج لحذر أثناء المعالجة).
9 - أدوية أخرى تستعمل في علاج الصداف:
الكلوفازيمين، الدابسون والسولفابيريدين.
10- أخيرا العلاجات الحيوية الجديدة، مثل: الاميفيف، وأنبريل، والهيوميرا، وانفليكسيماب؛ ولكنها غالية جدا وغير متوفرة في الأسواق، فالحقنة الواحدة قد تصل كلفتها إلى ألف دولار، ويحتاج المريض منها 12 حقنة على الأقل، وتسيطر على المرض لمدة سنة على الأكثر.
ختاما: العلاجات الأخيرة تستعمل كلها تحت إشراف طبي، ولا داعي للعلاجات الشعبية التي لا تدخل فيها الدراسات بشكل كافي.
ولا يسعنا إلا أن نقول: اللهم اشف مرضى المسلمين، واكتب لهم أجر الصبر على هذا المرض، فإلى الآن لا يوجد حل جذري.
ومن الممكن مراجعة تفصيلات أخرى بالموقع التالي:
Http://www.dermatologyinfo.net/arabic/chapters/chapter33.htm
وبالله التوفيق.