أتعرض للإسقاط المتكرر بعد شهر ونصف من الحمل، ما الحل لمشكلتي؟

0 113

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا متزوجة منذ 15 سنة، أعاني من الإسقاط المتكرر بعد شهر ونصف من الحمل، أي قبل ظهور دقات قلب الجنين، وبعد مرور 13 سنة اكتشف الدكتور أن لدي مناعة أو الأجسام المضادة، وهي التي تتسبب بسقط الجنين، وتبين ذلك من خلال إجراء التحليل، وأعطاني أكياس سيرون فيها بروتينات وكورتيزون، أخذت حوالي 13 كيسا، كما أخبرني بضرورة إجراء طفل أنبوب للحصول على بويضات جيدة، ونطاف جيدة.

أجريت العملية، وأعطاني مثبتات إلى جانب دواء يعطى عند زرع الكلى ليقبل الجسم الكلية، وأخبرني أن هذا الدواء يفيد في قبول الجنين برحمك، وحصل الحمل ولكن -للأسف- تم الإسقاط أيضا في الوقت ذاته، أي قبل ظهور دقات القلب، ولم أستفد شيئا، وأخبرني أن مشكلتك مستعصية؛ لأنه لا يوجد أطباء مناعة في سورية، أو حتى الأردن أو لبنان، وأن مشكلتي لا تحل سوى في الدول الغربية، وهذا ما أخبرني به العديد من الأطباء بأنه لا يوجد حل، فالمناعة لدي كبيرة.

أرجو منكم أن تجدوا لي حلا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lama حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

في الأحوال الطبيعية تقوم مناعة الجسم بالتعامل مع البكتيريا والفيروسات وطردها من الجسم، كذلك تقوم المناعة بطرد الأعضاء المزروعة في الجسم عند نقلها مثل نقل وزرع الكلى والكبد، ولذلك يتناول أولئك المرضى أدوية مضادة لطرد الأعضاء عن طريق تثبيط المناعة التي تقوم بمحاولة طرد العضو المنقول إلى الجسم.

أما في حالة الحمل فالوضع يختلف، فلا يتم طرد الجنين، أو التعامل معه كون أنه جسم غريب مثله مثل الأعضاء المنقولة، ومثل البكتيريا والفيروسات وذلك بفعل أمور وتفاعلات تحدث حول الجنين، وبالتالي تمنع المناعة من طرده حتى يحين موعد الولادة، وفي بعض الأحوال النادرة قد يحدث أن جسم المرأة ومناعتها تطرد الجنين بعد الأسابيع الأولى من الحمل كما في حالتك.

ومن أشهر الأمراض التي يتم فيها طرد الجنين هو مرض Antiphospholipid Syndrome، وعند فحص الأجسام المضادة التي تساعد في طرد الجنين التي تتكون مع المرض نجد ارتفاعها وهي Antiphospholipid antibodies، ولذلك يجب فحص تلك الأجسام في المختبرات، وفي حال وجودها فإن مضادات التخثر مثل الهيبارين توقف عمل تلك الأجسام المضادة، وبالتالي ينجو الجنين مثل تأثير تلك الأجسام.

وحتى في غياب ذلك المرض، وعدم وجود تلك الأجسام المضادة فقد تطرد مناعة الأم الجنين في حالات نادرة، ويتطلب ذلك تنشيط أدوات وأذرع المناعة، ومن أهمها complement, neutrophil, and platelet activation، وتعمل مضادات التخثر أيضا على وقف ذلك التنشيط، وبالتالي تمنع عملية طرد الجنين.

ومن الأمور المهمة أيضا فحص عامل ريسس RH factor لك ولزوجك، وإذا كنت سالبة rh negative وزوجك موجب rh positiv؛ فإن جسمك سوف يكون أجسام مضادة يجب فحصها في الدم تسمى anti-D antibody، ووجود تلك الأجسام المضادة بعد الحمل الأول يؤدي إلى الإجهاض المتكرر، وعدم قدرة الجنين على الحياة مع أهمية التعامل مع أحد خبراء المناعة لديكم، لكيفية متابعة الحالة عند الحمل -إن شاء الله-.

وعليك الإكثار من الاستغفار قال الله تعالى: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا)، كما يمكنك الإكثار من تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتيو على فيتامين C، وفيتامين A، كما يمكنك الإكثار من تناول الفواكه ذات اللون الأسود لتحسين ظروف عمل جهاز المناعة.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات