كيف أستطيع مواجهة الخجل والخوف؟

0 115

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب في الثلاثين من عمري، متزوج، أعاني كثيرا من الخوف المفرط والخجل غير الطبيعي، أضطر لعدم الخروج في الأماكن العامة، أحب الليل كثيرا، أعاني من الخمول والكسل وعدم العزم والإرادة.

أسألكم بالله أن تجدوا لي علاجا، فحالتي تزيد تعقيدا ونفسيتي متدهورة، وتؤثر على أسرتي الصغيرة والكبيرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأن يزيل عنك وعنا جميعا الهم والغم والعجز والكسل.

في استشارة سابقة لك - والتي رقمها 2381849 وجهنا لك فيها الكثير من النصائح والإرشادات التي أتمنى أن تكون قد قمت بتطبيقها ولو بعضها.

الآن كأنك تتحدث أنك مصاب بشيء من الرهبة الاجتماعية الذي جعلك لا تتفاعل مع الآخرين وتحبذ ألا تخرج للأماكن العامة، وفي ذات الوقت لديك خمول وكسل.

أخي الفاضل: الله تعالى حبانا بالقدرة على التغيير، {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}، والإنسان هو عبارة عن أفعال ومشاعر وأفكار، اجعل فكرك إيجابيا، واجعل مشاعرك إيجابية، واجعل أفعالك إيجابية، والإنسان الذي لا يستطيع أن يغير فكره أو مشاعره يجب أن يبدأ بتغيير أفعاله؛ لأن تغيير الأفعال يعود على الإنسان بمردود ممتاز.

مثلا على نطاق الأفعال: يجب أن تؤدي الصلوات الخمس في المسجد، هذا يعني أنك سوف تخرج خمس مرات في اليوم، هذا عمل عظيم، -إن شاء الله- يعود عليك بخيري الدنيا والآخرة، ويزيل عنك الخمول، ويزيل عنك الكسل، ويزيل عنك عدم العزم.

ارتق في تفكيرك بعظمة الصلاة، وسوف تجد أن دافعيتك قد تحسنت للخروج لأداء الصلاة.

الواجبات الاجتماعية من مشاركة الناس، إذا دعاك أحدا (مثلا) لعرسه يجب أن تلبي هذه الدعوة، دعوى عظيمة ممتازة، إذا سمعت بمريض اذهب وقم بزيارته، واعلم أن زيارة المريض أجرها عظيم، إذا سمعت بموت أحد اعلم أن مشيك في جنازته والصلاة عليه وحضور دفنه يعود عليك بقيراطين من الأجر العظيم، قيراطين من الأجر، والقيراط قدر جبل أحد، ما أعظم هذا؟!

حفز نفسك - أخي الكريم - بل أصر عليها، وسوف تجد أنك حين تنجز سيكون العائد النفسي عظيما جدا عليك.

في نطاق العمل: طور نفسك في عملك، زد من مهاراتك، كن دائما يدا عليا، ولا تقبل بأن تكون يدا سفلى، كما قال صلى الله عليه وسلم: (اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول).

القراءة، الاطلاع، اكتساب العلم والمعارف الأكاديمي وغير الأكاديمي، ممارسة الرياضة، تنظيم الوقت، النوم الليلي المبكر، صلة الرحم، البر بالأسرة الصغيرة والكبيرة، أليست كلها أعمال طيبة وجليلة وفي أيدينا وتحت إرادتنا، ويمكننا تطبيقها بحول الله وقوته. هذا هو الذي أنصحك به - أخي الكريم - فأرجو أن تطبق.

وأنا أيضا أرى أنك سوف تستفيد كثيرا من أحد الأدوية التي تحسن المزاج وتعالج الخوف والرهاب.

عقار زيروكسات CR والذي يسمى علميا (باروكستين) دواء رائع، يمكنك أن تتناوله بجرعة 12.5 مليجراما يوميا، هذه هي جرعة البداية، استمر عليها لمدة أسبوعين، ثم اجعل الجرعة خمسة وعشرين مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى 12.5 مليجراما يوميا لمدة شهرين، ثم 12.5 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء قليل الآثار الجانبية، وهو سليم جدا، يمكن أن يفتح شهيتك قليلا نحو الطعام، كما أنه يمكن أن يؤدي إلى تأخر بسيط في القذف المنوي عند المعاشرة الزوجية، لكنه لا يؤثر على الصحة الإنجابية أو الذكورية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات