نظرتي للحياة سلبية وقد أثرت على دراستي ونفسيتي، فكيف أتجاوز الأمر؟

0 88

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 18 سنة، طالب جامعي، أعاني من عدم الشعور بالحياة منذ 5 سنوات، لكني لم أهتم لهذا الشعور، وعندما دخلت الجامعة ازدادت الحالة سوء، فأصبحت أشعر وكأني مجرد وهم، أرى الناس سعيدة وتتكلم مع بعضها، وتضحك وتتفاعل مع الحياة والدنيا، وأنا لا أرغب في كل ذلك، وأشعر بالكسل والانزعاج من عدم قدرتي على مخالطة الناس، ولا أعرف سبب مشكلتي.

أيضا أعاني من كثرة النسيان، مثلا أترك المفتاح في الغرفة وأبحث عنه في مكان آخر، وعند المذاكرة والتكرار فيها أنسى كل شيء ذاكرته بمجرد الانتقال لصفحة أخرى، علما أني وجدت الصعوبة في الدراسة منذ بداية دخولي للجامعة، وأصبت بالحزن الشديد، والقلق من الرسوب، خاصة أني أشعر بالنعاس وقلة الفهم وعدم الاستيعاب في المحاضرات.

الآن وقت الاختبارات، وكلما قررت الدراسة أتكاسل وأتهرب بالنوم أو الأكل، أعتقد أني لا أعيش، وفكرت كثيرا في الانتحار بسبب عدم قدرتي على الحياة بشكل سليم.

أعتذر على الإطالة، ولكن لا أعرف حقيقة مشكلتي بشكل واضح، وألتمس من حضراتكم الإجابة على مشكلتي التي تعيق حياتي بشكل كبير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، بعد تدارسي لمشكلتك أعتقد أن الشيء الأساسي هو أنك تستقبل مشاعرك وأفكارك بصورة سلبية، ومفاهيمك حول الحياة أيضا فيها كثير من السلبية، اعلم -أيها الفاضل الكريم- أنك في سن بدايات الشباب، وهذه السن مزدهرة جدا، الله تعالى حباك بالطاقات وإمكانيات جسدية وفكرية ونفسية، فيجب أن تستغلها بصورة أفضل، يجب أن تطرد الفكر السلبي حول ذاتك، وحول من هم حولك، وحول العالم كله.

أنت محتاج أيضا أن تنمي من ذكائك العاطفي، لأن الذكاء العاطفي هو الذي يعلمنا كيف نفهم أنفسنا وذواتنا بصورة إيجابية، ونتعامل مع أنفسنا على هذه الكيفية، وكذلك بالنسبة للآخرين، كيف نفهم وكيف نتعامل معهم إيجابيا، فأرجو أن تطلع وتقرأ عن الذكاء العاطفي، هنالك كتب كثيرة جدا أهمها الكتاب الذي كتبه دانيال جولمان 1995 وهو رائد هذا العلم، لكن توجد كتب أخرى أصغر من هذا الكتاب، وكتاب الدكتور ياسر العيتي كتاب بسيط وصغير وجيد جدا حول الذكاء العاطفي، ويمكن تصفح بعض المواضيع من خلال الإنترنت حول هذا الموضوع.

أيضا أريدك أن تكون عمليا، ولا تحاسب نفسك بشعورك إنما بأفعالك، أنت الآن لديك بعض الإخفاقات في مجال الدراسة، يجب أن تغير من طريقتك للمذاكرة والاستيعاب:
أولا: عليك بالنوم الليلي المبكر، لأن النوم الليلي المبكر يجعلك تستيقظ مبكرا وبعد صلاة الفجر سوف تحس أن طاقاتك طاقات عظيمة جدا، وهذا هو الوقت الذي يتحسن فيه استيعاب الإنسان، وهذه الأمة بورك لها في بكورها كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-، والآن أثبت أن الكثير من المواد الدماغية الإيجابية تفرز في فترة الصباح، فاحرص على هذا.
ثانيا: تنظيم الوقت بصورة عامة أيضا يحسن من معنويات الإنسان وفكره وإدائه ومشاعره.
ثالثا: ممارسة الرياضة: الرياضة تجدد النفوس وتجدد الوجدان والطاقات والمعارف، كما تقوي الأجسام، فاجعل لنفسك نصيبا ثابتا من الرياضة.
رابعا: بر الوالدين: فعل معنوي عظيم جدا، بركة الأسرة مشاركات إيجابية والسعي على تطويرها، هذا أيضا يعود عليك بشيء عظيم.
خامسا: بناء صداقات ممتازة مع الصالحين من الشباب هذا علاج، وعليك فقط أن تقصد وتعزم، وهذه هي شروط النية.
سادسا: أحسن إدارة الوقت، وفكر في نفسك بعد خمس أو ست سنوات من الآن أين أنت؟ ما هي وظيفتك؟ ما هو عملك والزواج؟ التفكير في الدراسات العليا؟ ضع هذه الخارطة الذهنية نصب عينيك، وسوف تجد أن أمورك قد تيسرت كثيرا، هذا هو الإرشاد الأساسي الذي أريدك أن تحرص عليه.
سابعا: الحرص على صلاة الجماعة يحسن من الدافعية، ويزيد المهارة الاجتماعية، وتجني منه -إن شاء الله تعالى- خيري الدنيا والآخرة.

لا بأس أبدا أن تتناول أحد محسنات المزاج، عقار مثل فلوكستين والذي يسمى بروزاك يناسبك جدا، وهو سليم حتى في عمرك، تناوله بجرعة كبسولة واحدة لمدة 4 أشهر، قوة الكبسولة 20 مليجراما، وبعد انقضاء الأربعة أشهر تناول الدواء في شكل كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وأشكرك كثيرا على ثقتك في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات