السؤال
السلام عليكم.
بدأت بمعالجة نفسي بنفسي ببعض الاستشارات هنا، وقراءة بعض الكتب، تحسنت قليلا ولكني بعدها أصبت بوسوسة فظيعة في كل موقف أتردد بالكلام، هل يجوز أن أقول هكذا، أو لا يجب أن أرد هكذا.
أصبحت "هبلة" المهم الآن أني لا أطيق الحياة، أفكر بالموت على أمل أن أرتاح، فأنا متعبة، بدأت أفرض عدم قدرتي على القيام بأي شيء، أنا من الأساس أحس بأن عدم قدرتي على تنظيم وقتي ونفسي، هو أساس البلاء، فماذا أفعل؟ أصبحت دوما مشتتة، قليلة التركيز، ومتعبة جدا، لا أريد عمل أي شيء حتى الصلاة أتكاسل فيها، كل شيء حتى الحديث مع أهلي، وتنظيف المنزل، كل شيء، أصبحت غير قادرة على شيء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ ترنيم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأخت الكريمة: طالما قطعت شوطا في التحسن وحصلت لك انتكاسة وهذا وارد فيجب أن لا تيأسي يا أختي الكريمة، وعليك مواصلة المشوار مرة أخرى ومحاولة علاج ما ظهر من أعراض، وبالذات يمكنك التحكم في مسألة الوقت، ليس المهم أن نتحكم في الوقت كله ولكن ابدئي بالتدرج، حددي لك مثلا أشياء بسيطة تعملينها في يوم غد مثلا، شيئا يكون بسيطا ومقدورا عليه، بإنجاز هذا الشيء تحصل لك نوع من الثقة، وبعد ذلك يمكن أن تزيدي الوقت الذي تريدين أن تتحكمي فيه أو تزيدي العمل الذي يجب أن تقضيه في ذلك اليوم، وكل ما أنجزت هذا الشيء كل ما زادت الثقة في النفس، وكل ما زاد الثقة في النفس كل ما تحسنت حالتك النفسية يا أختي الكريمة.
وعليك بأشياء كما ذكرت صغيرة وسهلة التنفيذ، ابدئي بها واتركي الأشياء الكبيرة والأشياء التي تحتاج إلى وقت طويلة وإلى مجهود أكبر اتركيها في النهاية حتى تعود إليك الثقة وتهدأ حالتك وهذا أيضا يساعدك في التركيز يا أختي الكريمة.
وأهم شيء أيضا المواصلة في الصلاة، مهم جدا المواصلة في الصلاة، وشحن الهمة على أداء الصلوات في وقتها كلها، وهذا يساعدك كثيرا في التنظيم أيضا، وفي بعث الطمأنينة إلى نفسك يا أختي الكريمة، وإذا لم تستطيعي أن تؤدي هذه الأشياء وحدك فلا غضاضة في التعاون مع معالج نفسي، معالج نفسي سلوكي سوف يضع لك برنامج محدد ويقوم بدعمك بتنفيذ هذا البرنامج من خلال الجلسات الأسبوعية.
وفقك الله وسدد خطاك.