السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب عمري 22 سنة، طالب هندسة، أعاني من الوسواس القهري والاكتئاب وأحلام اليقظة منذ سنوات، وقد تعالجت فترة ثم توقفت عن العلاج، أحلام اليقظة تسيطر علي، لا أستطيع الخروج منها، وصل الأمر أن أسير في الشارع وأنا في حالة خيال لدرجة أصل لهدفي دون أن أعرف كيف وصلت! أيضا عندما أشعر بقلق أنفصل عن الواقع، مثلا عندما أخرج من الامتحان لا أعرف كيف كان أدائي بسبب شعور القلق الذي انتابني وقتها.
أنا في حالة أعجز عن وصفها، وعندي وسواس قوي أني سوف أجن، وهذا التفكير يصيبني بخدر وألم في الجهة اليسرى من جسمي، وأعاني من ضعف التركيز وكثرة الحركة وعدم الراحة، وعدم الإحساس بالحياة، والشعور بالحزن والاكتئاب خاصة في المناسبات السعيدة كالأعياد، وحياتي عبارة عن مجرد أحلام، انصحوني، كيف أتخلص منها؟ وكيف أغير حياتي؟ ولكم الأجر والثواب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المسعودي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أحلام اليقظة دائما تكثر في فترة المراهقة، وقد تكون نوعا ما صحية، إذ بها الشخص يرسم لنفسه مستقبلا ويسرح في خياله فيما سيحصل له، وقد يكون صحيا وطبيعيا، ولكن إذا زادت عن حدها، وأخذت وقتا طويلا، فإنها تصبح مرضية، وحينها تكون إما ناتجة عن مشاكل يعيش فيها الشخص ويحاول أن يهرب منها بهذه الأحلام، أو قد تكون جزء من بعض الأمراض النفسية كالاكتئاب والقلق، وهنا يجب علاجها -يا أخي الكريم-.
العلاج يعتمد على التشخيص، وأنت ذكرت بعض أعراض الوسواس والقلق والتوتر التي تعاني منها، فإذا تم علاج الوسواس والقلق والتوتر فإن أحلام اليقظة سوف تقل بدرجة كبيرة وتصبح في حجمها الطبيعي، ولعلك تحتاج إلى علاج دوائي مثل الفلوكستين، فهو فعال للوسواس، وبالذات للأشخاص الذين في سنك، ولا يؤثر على النوم، ويأخذ كبسولة يوميا لفترة لا تقل عن 6 أشهر، وأيضا تحتاج إلى علاج نفسي، علاج سلوكي معرفي عن طريقه تكتسب مهارات للتقليل من أحلام اليقظة والتركيز على الواقع، وأن تعيش في الواقع.
وفقك الله وسدد خطاك.