السؤال
السلام عليكم.
أعاني من النسيان المتكرر خلال اليوم، ومن صعوبة في التفكير المعقد، خاصة العمليات الحسابية، وبدأت بإهمال الدراسة كليا حتى في فترة الامتحانات، واللامبالاة بشكل غير طبيعي، وقد قرأت على موقعكم استشارات مشابهة لحالتي، بدأت مؤخرا لمدة سنتين قياس وزني بين فترات متباعدة، وهو لا يزيد عن 65 مهما كانت طريقة تغذيتي، من قراءتي للعديد من الاستشارات هنا ربما بنسبة 90% أعاني من الاكتئاب المقنع، أو القلق النفسي، وأريد دواء مناسبا لحالتي يتوفر في بلدي.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
النسيان المتكرر أو فقدان التركيز وتشتته قد يكون ناتجا من الإجهاد النفسي، أو الإجهاد الجسدي، أو سوء تنظيم الوقت، واضطراب النوم أيضا وسوء التغذية: هذا كله قد يؤدي إلى ضعف في التركيز، وهذا قد يشمل صعوبة إيجاد حلول للعمليات الحسابية، وقطعا الإنسان حين لا يستوعب استيعابا جيدا يبدأ في إهمال الدراسة، فالأمور كلها مترابطة مع بعضها البعض.
أنا أنصحك أولا باستشعار أهمية العلم، من يستشعر أهمية التعليم وعظمة التعليم، وأن تتأملي عن وضعك بعد خمس سنوات من الآن مثلا، أين أنت، ما هو التخصص، أين الشهادة الجامعية؟ التفكير في دراسات عليا، الزواج، العمل إن كانت هنالك رغبة في ذلك، هذا كله يجب أن تضعيه نصب عينيك، وأن تجعليه كمحفز لك.
وبعد ذلك تبدئي في تنظيم وقتك، تنظيم الوقت هو سر النجاح، وهو وسيلة ممتازة جدا لأن يجد الإنسان نفسه في وضع إيجابي، لأنك تستطيعين الإنجاز، وأن توفي كل أمر في وقته المناسب، حتى الترفيه على النفس مطلوب في حياتنا ويجب أن نعطيه وقتا. والذي ينظم وقته سوف يجد وقتا لكل شيء.
أولا: أنت مطالبة بالنوم الليلي المبكر، النوم الليلي المبكر يريح الأعصاب، ويؤدي إلى ترميم خلايا الدماغ، ويحسن التركيز، ويؤدي إلى الراحة الجسدية والفسيولوجية، ويستيقظ الإنسان مبكرا، ويصلي الفجر في وقته، وهذا من أعظم وسائل القربة إلى الله تعالى، (الصلاة على وقتها)، والفترة في الصباح ما بعد صلاة الفجر هي أفضل وقت للتركيز، ادرسي لمدة ساعة إلى ساعتين قبل الذهاب إلى الجامعة، سوف يكون الاستيعاب ممتازا، الشعور بالإنجاز في بداية اليوم يسهل الإنجاز في بقية اليوم، وهكذا، تبدئي بدايات طيبة وإيجابية، وهذا قطعا سوف يساعدك كثيرا.
- مارسي الرياضة، أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، الرياضة تجدد الطاقات وتحسن الدافعية.
- تواصلي اجتماعيا مع صديقاتك والصالحات من النساء، هذا أمر مهم، بر الوالدين، الحرص أن تكوني فعالة في أسرتك، هذا كله يساعدك، والاهتمام بغذائك أيضا فيه خير كثير بالنسبة لك، حتى وإن كان لديك اكتئاب، هذه هي طرق علاج الاكتئاب، وهي أفضل من الدواء، أنا لا أقول أن الدواء لا يفيد، الدواء يفيد، لكن هذا أفيد من الدواء.
- طبقي هذه الطرق وناقشي الأمر مع أسرتك، ويمكن أن تذهبي إلى طبيب نفسي أيضا، سوف يعطيك مزيدا من الإرشاد، وإن رأى ضرورة للدواء سوف يصف لك الدواء المناسب، توجد أدوية كثيرة جدا مفيدة وجيدة.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.