أعاني من القلق وأعراض جسمانية!

0 58

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 17 سنة، منذ حوالي سنتين تقريبا بدأت أعاني من صداع شديد، استمر خمسة أيام، لا يزول بالمسكنات، خلال هذه الأيام كنت خائفا كثيرا، ودقات قلبي سريعة، ورأسي يؤلمني كثيرا، وبعدها ذهبت إلى الطبيب وفحصني سريريا بدون تحاليل أو فحوصات، وقال لي: صداع عام، أعطاني بعض المسكنات، وبعد الخمسة أيام الصداع اختفى بعد فترة ليست بكثيرة.

بدأت بالشعور بألم في الصدر، ونغزات، وأوجاع لا يمكنني التعبير عنها، فتجاهلتها، ولكن أصبح الألم ملحا.

بدأت بالبحث على النت على الأسباب والأعراض، فصدمت! هذه هي بداية مرحلة المرض، فذهبت إلى الطبيب، وعمل لي تخطيط قلب، وقال لي، أنت سليم، قلت له: ما هو سبب الألم، قال لي: تشنج، أعطاني حبوب، وفيتامين ب، كنت غير واثق، وقلت بداخلي ليس تشنج، بعدها حصل لي ارتجاف بالعضلات وآلام متعددة بالجسم، في العضلات، والعضام، والمفاصل، يستمر الألم دقائق ثم يذهب. الألم مزعج كثيرا!

وبعدها حصل لي غثيان استمر لمدة شهرين، أرهقني كثيرا، ومعه خفقان في القلب، وقلق، أخذت مسكنات، أفادتني قليلا، ثم بعد شهرين اختفى الغثيان، وبعدها حصل عوائم في العين، أو ما تسمى بالذبابة الطائرة، ذهبت إلى طبيب العيون، قال لي: عينك سليمة.

منذ سنتين وأنا أعاني من الذبابة وإلى الآن! فعملت تحاليل شاملة منذ 5 أشهر، كلها سليمة، أنا أتحدث مع نفسي دائما، لماذا الأعراض لا تختفي كوني سليم؟ كل شيء يحدث لي أقوم بالبحث عنه على قوقل، وأشكو كثيرا لعائلتي عن الأعراض، ولصديقي المقرب فلا يهتمون كثيرا؛ لأنهم يقولون لي دائما ليس بك شيء!

فدائما قبل النوم أفكر وأجمع الأعراض، (صداع، ارتعاش العضلات، قلق، ألم في كل أنحاء الجسم، ألم في الصدر، عوائم العين، ألم في العضلات غثيان)، بدأت أكره نفسي، وأقول كل شيء يحدث لي من الأمراض، كنت خائفا من الأمراض الخطيرة، لكن منذ أن عملت تحاليل اطمئننت كثيرا، وأصبح الصداع يأتي بألم نصفي في رأسي، مع ألم في العين، أحيانا كل يوم، وأحيانا كل 5 أيام، وأحيانا 3 مرات في الشهر، مع مسكنات مثيرة في هذه الفترة.

أنا شخصية حساسة جدا، أصبحت أراقب جسمي، أصبحت أصارع نفسي على أنني سليم، قرأت كثيرا على النت وكلها نفسية!

فقدت ثقتي بنفسي، أصبحت ضعيف الشخصية، أصبحت أخاف كثيرا، تقربت إلى الله كثيرا، وبدأت بالدعاء، وإن شاء الله أتعافى.

أريد أن أذهب وأعمل تحاليل وفحوصات، وأذهب إلى الطبيب النفسي وطبيب باطنية حتى أطمئن، لكن لا أستطيع لأسباب شخصية.

أنا أريد أن أعرف هل مشكلتي نفسية أم عضوية؟ وهل أنا مريضة أم لا؟ أفكاري مشوشة جدا!.

أصبحت أهتم بالمرض، وأخاف من كل كلام عن المرض والموت، أخاف أن أموت قريبا، لكن الأمر بيد الله وحده، وكثير من الأشياء لا يمكنني التعبير عنها، لكن هذا هو كل ما أعانيه.

أرجوكم ساعدوني وانصحوني، أتمنى لكم دوام الصحة والعافية.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأنا أشكرك كثيرا على ثقتك في إسلام ويب، وأؤكد لك أنني قد اطلعت على استشارتك وتفهمتها تماما.

أيها الابن الفاضل أنت لديك أعراض عضوية متعددة، وهذه تسمى بأعراض الجسدنة، ولديك من الواضح أيضا نوعا من الدفع النفسي السلبي هنالك قلق هنالك حساسية في الشخصية، هنالك تخوف حول صحتك أكثر مما هو مطلوب وهذا حرك الجانب النفسي لديك، لذا حتى وإن كان لديك شيء عضوي بسيط، مثلا انقباضات عضلية في عضلة الرقبة أو فروة الرأس أدى إلى الصداع، في حالتك إزداد هذا الصداع نسبة لأنك متوجس وحساس وقلق، هذه نسميها بالأعراض النفسوجسدية، وأنت لست مريضا إن شاء الله لا جسديا ولا نفسيا، هذه ظاهرة.

الذي أريده منك هو بالفعل أن تذهب وتقابل الطبيب، قد لا تحتاج حتى للطبيب النفسي، طبيب الباطنة، طبيب الأسرة قابله ويمكن أن يقوم بعمل فحوصات اللازمة لك، لكن بعد ذلك لا تذهب إلى طبيب آخر وأنت متوجس وموسوس حول المرض، اقتنع بما يقوله لك الطبيب، وأريدك أن تطبق الآتي بعد ذلك:
أولا: مارس الرياضة، الرياضة تقوي النفوس وتقوي الأجسام خاصة فيما مثل عمرك، أي رياضة، المشي، الجري، لعب الكرة المهم يجب أن تكون الرياضة جزء من حياتك.

ثانيا: حاول أن تنام نوما مريحا في المساء وتستيقظ مبكرا تصلي الفجر تراجع بعض دروسك ثم تذهب إلى مرفقك الدراسي.

ثالثا: رفه عن نفسك بما هو طيب وجميل، ويجب أن تحسن إدارة الوقت لأنك إذا أحسنت إدارة وقتك يمكن أن تذاكر وأن تقوم بواجباتك العبادية، أن تروح عن نفسك، أن تجلس مع أسرتك، تتواصل مع أصدقائك، تمارس الرياضة، تقرأ كتبا ثقافية، تشاهد أفلاما جيدة، هذا كله ممكن، المهم أن يكون هنالك تنظيم للوقت، وتنظيم الوقت بالكيفية التي ذكرتها لك يصرف انتباهك عن هذه التوجسات وأعراض الجسدنة والوسوسه حول المرض.

اهتم بغذاءك هذا أيضا يجعلك تعيش حياة صحية طيبة، كن بارا بوالديك، شارك أسرتك فيما هو طيب، يجب أن يكون لك توقعات حسنة وتطلعات عالية، لا تكن يدا دنيا ،كن يدا عليا، واعلم أيها الابن الكريم أن العلم والدين هما اللذان يبقيان في حياة الإنسان، لا أحد يستطيع أن ينزع عنك شهادتك العلمية، لا أحد يستطيع أن ينزع عنك دينك بقية الأمور كلها قد تذهب، فاجعل هذه أهدافا لحياتك هذا كله يصرفك عن الوسوسة وعن التخوف المرضي، لا أراك محتاجا لدواء وإن شاء الله تعالى تعيش حياة طيبة صحية.

وأسأل الله أن يحقق لك أمنياتك، واتبع ما ذكرته لك، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات