السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة جامعية، عمري ٢٠ سنة، أحب الخروج والمرح وإلقاء النكات، لكن لدي مشكلة في بعض الأوقات، أشعر بالارتباك مع أشخاص لم أعتد عليهم، أو أشخاص جدد، ولا أتكلم بشيء، ولا أعرف ماذا أقول وأفعل، وأرتبك في أي شيء أفعله خاصة إذا كانوا ذكورا أرتبك بشدة، فيقال عني "وجهي ناشف" أي منعزلة ولا أكلم أحدا، فكيف أتخلص من هذه المشكلة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ israa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك التوفيق والسداد، لا أراك تعانين من رهاب اجتماعي حقيقي، ربما يكون لديك ما نسميه بقلق أو رهاب الأداء في لحظات معينة، فأنت تعودت على نمط خاص وهو حبك للخروج وللمرح وإلقاء النكات، هذا وضع يتطلب دافعية معينة وتطبع معين، والإنسان يمكن أن يتغير، الإنسان يمكن أن يتبدل، ليس من الضروري أبدا أن يكون الإنسان على نمط واحد وعلى نسق واحد، ربما يكون أصابك أو حدث لك نوع من التغير الداخلي الذي جعلك تراجعين نفسك حول إلقاء النكات، وكما تفضلت المرح الزائد عن اللزوم، وددت وأنت في هذا العمر أن تأخذي نمطا جديدا، أن يعرف عنك الناس سمات أخرى، سمات الانضباط الاجتماعي، سمات لا أريد أبدا أن أسيء لك قطعا بأي حال من الأحوال.
لكن ليس من الضروري أبدا أن يكون هذا رهابا اجتماعيا، ربما يكون هي دعوة للمزيد من الانضباط الاجتماعي، لأن مرحلتك العمرية تؤهلك لذلك، وهذه الأشياء كثيرا ما تكون تحت سيطرة العقل الباطني.
الذي أنصحك به هو أن تساهمي مساهمات جادة، مثلا أن تكوني شخصا منضويا تحت جمعية اجتماعية، أو ثقافية، وتنخرطي في أنشطة هذه الجمعية، تحضير ورش العمل، المشاركة في محاضرات في ندوات، هذه الإمكانيات الجميلة التي تمتلكينها من قدرة التخاطب توصيل المعلومة للناس بصورة مقبولة ومرحة -كما تفضلت- هذا يمكن توجيهه التوجيه الجديد، أنا أعتقد أن ذلك سوف يجعلك أكثر مهارة وأكثر قدرة وأكثر ثقة في نفسك.
أنصحك أيضا بتطبيق التمارين الاسترخائية، التمارين الاسترخائية تفيد جدا في أنها تجعل الإنسان يحس أنه في حالة استرخاء بدني وعقلي ونفسي ووجداني وهذا يقلل الخوف والارتباك في أي موقف من المواقف.
فإذا كل المطلوب منك هو تواصل اجتماعي مفيد، وعلى نطاق الأسرة يجب أن تكوني فعالة جدا ولديك أنشطة ولديك مساهمات إيجابية لتطوير أسرتك، أريدك أيضا أن تركزي على دراستك الجامعية وأن تتصوري نفسك بعد 5 سنوات من الآن مثلا، التخرج، الدرجة الجامعية الراقية، العمل، الزواج، هذه يجب أن تكون المشاريع التي تخططين لها، وأسأل الله تعالى أن تصلي إلى مبتغاك، فأنا لا أراك مريضة أبدا، خذي ثقة أكثر في نفسك، وكما ذكرت لك انخراطك في جمعية ثقافية اجتماعية خيرية حتى وإن كان على نطاق الجامعة أيضا سيكون هذا أمرا جادا بالنسبة لك.
كذلك شاركي بأنشطة ثقافية مفيدة للناس، هذا أيضا يجعل مهاراتك تتطور، انضمي مثلا لأحد مراكز تحفيظ القرآن مرة أو مرتين في الأسبوع، هذا أيضا يعطيك الكثير من التحفيز والدافعية لمخاطبة الآخرين، وعدم الرهبة والارتباك في أي موقع أو موقف,
أنت لا تحتاجين لعلاج دوائي، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.