السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
منذ سنة ظهر عندي في أعلى الرجل بقعة بيضاء؛ فذهبت إلى أكثر من دكتور متخصص، فمنهم من قال: إنها وحمة مع أنها ظهرت لي فجأة، ومنهم من قال: إنها نقص في لون الجلد، وفي الحالتين لم ينفع العلاج.
أرجو الإفادة.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Marwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن ظهور بقعة بيضاء منذ سنة واستمرارها إلى الآن دون تحسن على الرغم من متابعة أكثر من طبيب، له احتمالات:
أولا: البهاق.
وثانيا: الوحمة.
وثالثا: نقص اللون التالي للالتهاب.
أولا: البهاق: يكون الجلد في البهاق عديم الصباغ وليس ناقص الصباغ، أي ناصع غير باهت، ويكون ذو حواف واضحة، وعند 30% توجد قصة عائلية للإصابة بالبهاق، وغالبا البهاق ثنائي الجانب والأقل أحادي الجانب، ويكون عندها آخذا مسيرا عصبيا، والمناطق المصابة غالبا ما تكون المرفقين والركبتين، وأطراف الأصابع والوجه، ولكن قد يصيب أي بقعة وبأي شكل، وغالبا ما يترافق مع قصة مناعة ذاتية كمرض السكر، أو الغدة الدرقية، وغالبا ما يتطور بضعف المناعة والقلق، ويتحسن بتحسن الحالة العامة، والاستقرار النفسي والعاطفي والمالي، وقد يستجيب للعلاج على شكل نمش يملأ البياض، ويزداد ليغطي كامل البقعة، والخزعة الجلدية تبدو طبيعية عدا غياب الخلايا الملونة للجلد، والشعر في البقعة المصابة إذا ابيض وأصبح كالشعر الشايب؛ فهذا يرجح البهاق.
ثانيا: الوحمة: من الممكن أن تظهر مع الولادة وقد تتأخر، والجلد في الوحمة يكون ناقص الصباغ، وليس عديم الصباغ، أي باهت غير ناصع، وقد تكون الوحمة عديمة الأوعية الدموية (نيفس انيميكس) وعندها إذا فركناها، أو حككناها؛ يحمر ما حولها، ولا تحمر هي، وهذا يؤكد التشخيص، أما الوحمة عديمة الصباغ فتحمر بالفرك، والوحمات غالبا أحادية الجانب ونادرا ثنائية، وغالبا ما تكون ثابتة وغير متطورة، ولكنها تكبر نسبيا بنمو الجسم، وأما إذا وصل الجسم إلى اكتمال نموه وحجمه؛ فلا تكبر الوحمة بعد ذلك.
الشعر غالبا لا يبيض في المناطق المصابة، والعلاجات لا تؤثر بها إطلاقا، ولا تحسنها لا جزئيا ولا كليا، أما إن كانت صغيرة، فالاستئصال الجراحي هو حل نهائي، ويمكن استعمال الكريمات الملونة ككريم الأساس، وهذا علاج تجميلي.
ثالثا: نقص اللون التالي للالتهاب: يحصل هذا النقص بوجود قصة للإصابة بأي التهاب موضعي لأي من الأمراض الجلدية المختلفة كالفطريات والنخالية وغيرها، ووجود البياض محددا بالمواضع التي حصل فيها الالتهاب، والبياض يكون ناقصا لا عديم اللون، وتتحسن الحالة تدريجيا مع الزمن ولو بدون علاج، ولا تتطور مع الزمن، وغالبا ما تأتي في مواضع أخرى حصل فيها التهاب مماثل، والقصة والتوضع والمسيرة هي عناصر التشخيص.
ختاما: إن لم يكن هذا ولا ذاك، فيفضل عندها أخذ الخزعة الجلدية، وعندها نراجع الموضوع من جديد حسب النتائج، ولا نفكر بالعلاج قبل معرفة التشخيص.
والله الموفق.