السؤال
السلام عليكم.
أعاني من انقطاع في حبل الأفكار عند التحدث مع الآخرين، وخصوصا مع مدرائي في العمل، فعند طرح قضية معينة أشعر بقليل من التوتر والرهبة عند التحدث مع الآخرين، وعند طرح مدرائي سؤالا لي أشعر بأنني مخطئ وأبحث عن مبررات، وفي بعض الأحيان أكذب! مع أنه يوجد سبب صادق يقنع السائل، وأشعر بقليل من التوتر والرهبة، فمشكلتي الشعور بالتقصير مع أني أكون غير مقصر.
تناولت سيروكسات وحلت هذه المشاكل بنسبة متوسطة، وتناولت ٢٠ ملغ لمدة ٦ أشهر، ولكني أقلعت عنه؛ لأني بت لا أشعر أني أستفيد منه.
عندي مشكلة أخرى أني حساس، بحيث كلمة واحدة تجعلني سعيدا وأخرى تزعجني وتحطم نفسيتي، فأصبح متقلبا في نفسيتي.
أرجو مساعدتي، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الذي يظهر لي أن شخصيتك حساسة وقلقة، ولها ميول نحو المخاوف والتوتر، هذه ليست علل مرضية إنما هي سمات وصفات وظواهر نفسية، يمكن للإنسان أن يتكيف معها في صورة جيدة، أريدك أن تقرأ عن الذكاء العاطفي أو ما يعرف بالذكاء الوجداني، يوجد كتاب ممتاز جدا لدانيال جولمان كتبه عام 1995م، فهو رائد هذا العلم، وتوجد كتب أخرى كثيرة وكذلك الكثير من الموضوعات مكتوبة على الإنترنت فيما يتعلق بالذكاء العاطفي أو الذكاء الوجداني.
ومقترحي هذا يرجع لحقيقة أن الناس تعرف الكثير جدا عن الذكاء الأكاديمي أو الذكاء التعليمي، ولكنها لا تعرف المعلومات الضرورية عن علم الذكاء الوجداني أو الذكاء العاطفي، يتميز الذكاء الوجداني بأنه هو الوسيلة التي من خلالها أن يتعلم أن نفهم ذواتنا، ونقيم أنفسنا، وشخصياتنا بصورة صحيحة ومحايدة وذات مصداقية، وعلى ضوء ذلك نتعامل مع أنفسنا بصورة إيجابية، هذا العلم يتيح للإنسان أيضا تفهم الآخرين بدرجة معقولة والتعامل معه بصورة إيجابية، والإنسان حين يفهم نفسه ويتعامل معها إيجابيا بالفعل يستطيع أيضا أن يتواصل مع الناس، ويتفهمهم بصورة إيجابية، حاول أن تطلع وتثقف نفسك حول هذا العلم، وتطبقه في حياتك لأني أراه مفيدا لك.
لا ترهب الناس إنما تحترم الناس اجعل هذا شعارا لك، وليس هنالك ما يدعوك للرهبة، يمكن أنت أيضا تكون مديرا في مكان هؤلاء الأشخاص الذين ترهبهم، لا تقلل من شأنك، الموضوع كله فكرة أو خاطرة تأتي للإنسان، وهل هذه الخاطرة والفكرة إذا كانت خاطئة أقبلها؟ لا، لا تقبلها تجاهلها وحقرها وتأمل وتدبر في مقدراتك، وأن الناس سواسية في أشياء كثيرة وكثيرة جدا، والاختلافات الأخرى يجب ألا تجعلنا نقلل من شأن أنفسنا، والإنسان أيضا لا يضخم نفسه، بعض الناس خوفا من تزكية النفس وتضخيمها قد يقعون في خطأ تقييم أنفسهم بصورة سالبة.
الأمر الآخر -أيها الفاضل الكريم- احذر الكذب، هذا يجب أن تجعله مشروع حياة بالنسبة لك، علم نفسك مهما كانت الأوضاع ومهما كانت الظروف أن لا تكذب، خاصة في مواقف المواجهات هذه، فاجعل هذا المبدأ هو الذي تقدمه على كل شيء في حياتك، الصدق.. الصدق.. الصدق..، واسأل الله تعالى أن يجعلك من الصادقين.
الأمر الآخر هو عليك أن تلتزم بالواجبات الاجتماعية، تشارك الناس في مناسباتهم في أفراحهم، في أطراحهم، تلبي الدعوات؛ لأن بناء النسيج الاجتماعي الصحيح يزيل القلق والتوتر والرهبة الاجتماعية، ويبني شخصية الإنسان بصورة ممتازة جدا، ويجعل الآخرين يحسنون الظن بك، وهذا له مردود إيجابي عظيم، الصلاة مع الجماعة مهمة جدا لترويض النفس ويجعلها تتهيأ للتواصل الاجتماعي الإيجابي، وذلك بجانب الأجر العظيم -إن شاء الله تعالى-.
أنصحك بتناول السيرترالين وهو الذي يعرف باسم زوالفت، ابدأ بنصف حبة يوميا لمدة 10 أيام، ثم اجعلها حبة واحدة يوميا لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوم بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناوله، هو دواء فاعل وسليم.
أسأل الله أن ينفعك به، وبالله التوفيق والسداد.