السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة بعمر 25 سنة، منذ أن كنت صغيرة وأنا أعاني من رائحة فم كريهة، لا أعرف سببها.
أهلي -سامحهم الله- بدل أن يأخذوني إلى الطبيب ويعالجوني كان العكس يتنمرون على رائحة فمي الكريهة، فأمي كانت تقول لي وأنا في الثالثة عشرة من عمري كيف ستتزوجين ورائحة فمك هكذا كريهة؟!
عندما كبرت علمت أن مصدر هذه الرائحة مع الأسف هو لساني، فعندما آكل تبقى بقايا الطعام على لساني، وتتحلل بعد فترة هذه البقايا وتنبعث منها الرائحة الكريهة جدا.
أنا عملت فحص الدم وأعضاء الجسم، وفيتامينات وتخطيط أعصاب، والحمد لله سليمة، وأيضا أسناني ولثتي جدا سليمة، ولا يوجد بهم أي سوسة أو فطريات أو تركيبات فلذلك أنا متيقنة أن سبب الرائحة هو لساني لأنه ذو لون أبيض مائل للأصفر طوال الوقت، ولا يزول إلا بتنظيف عميق جدا.
لقد صرفت الكثير من النقود على الأعشاب والمحاليل ومنها الخلطة المشهورة لتطهير الفم بيروكسيد الهدروجين والجلسرين الطبي والملح البحري وبيكربونات الصوديوم، فعلت الطريقة المكتوبة بالضبط، ومرتين باليوم، لكن لا فائدة!
يصبح نظيفا بشكل مؤقت فقط، وبمجرد أن أقوم بالأكل مرة أخرى ولو أنه شيء يسير ترجع بقايا الأكل وتتجمع مرة أخرى، مسببة الرائحة مرة أخرى!
أنا لا أستطيع أن أفعل هذه الطريقة كل مرة بعد الأكل، هذا شيء متعب جدا، فهذه الطريقة تكلف وقتا جدا للتنظيف العميق للسان، وبدأت أشعر بأن لساني تضرر من كثرة التنظيف، والكشط كالنزيف أو الجروح.
أنا إلى الآن أرفض من يتقدم لي، ولكثرتهم أبي بدأ يشك بي بسبب رفضي ويغضب مني! لا يعلمون ما أعاني منه، فعندما كبرت وفهمت سبب هذه الرائحة أصبحت لا أجتمع مع أهلي أو أصدقائي حتى أنظف لساني جيدا، فلا يشمون هذه الرائحة مع أنها أحيانا كثيرة في مشاويرنا الطويلة ترجع لي هذه الرائحة عندما آكل وأكون غير قادرة على تنظيف لساني بسبب السفر أو رحلات البر..الخ، فألتزم الصمت بشكل تام، ولا أتكلم مع أحد لكي لا يشم الرائحة فكيف لو تزوجت!
لا أستطيع أن أخفي هذا الشيء عن زوجي، عاجلا أم آجلا سيكتشف رائحة فمي الكريهة، وهذا بالطبع سيجعله ينفر مني بل ويكرهني؛ لأني خدعته ولم أقل إني أعاني من هذه المشكلة، ولو قلت لن يقبل بي أصلا.
أرجوكم ساعدوني، أريد حلا نهائيا كعملية أو شيء مثلا لا يجعل بقايا الطعام تتجمع مرة أخرى بحليمات اللسان مسببة رائحة!
أريد حلا جذريا ينهي هذه المشكلة، فوالله لقد تعبت كثيرا منها، أنا أدعو الله أن يشفيني منذ أن كان عمري 18 سنة، وهو السن الذي اكتشفت فيه مرضي، أي منذ 8 سنوات، ولكن لعل الله يريد بذلك خيرا، ولكني والله تعبت، أريد أن أعيش مثل الناس وأتكلم مثلهم براحة ودون خوف وخجل.
أرجوكم لمن يرى مشكلتي أن يدعو لي بالشفاء، وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن مشكلة رائحة الفم هي مشكلة عامة عند أغلب البشر، أي أن أغلب البشر يعانون من رائحة الفم، ولكنها تكون نسبية تختلف من شخص لآخر، فأي شخص يقوم بتنظيف الأسنان بالخيط أو فرك اللثة سيشعر برائحة مزعجة، وهذا طبيعي ناتج عن تخمر فضلات الطعام، وتحلل النسج اللثوية المتماوتة، ولا يعتبر عند الشخص مشكلة بخر فموي إلا عندما ينفر الأشخاص منه بشكل صريح، أو عندما يتلقى تعليقات من الأشخاص المقربين والأصدقاء بوجود رائحة فموية عند الكلام معهم.
يمكنك سؤال أي شخص تثقين به عن وجود أو عدم وجود رائحة الفم أثناء الحديث معه وجها لوجه، وأن تكون المسافة طبيعية لا تزيد عن نصف متر، مع ضرورة ألا يكون الكلام معه بعد الاستيقاظ من النوم، فجميع البشر لديهم رائحة نسبية بعد الاستيقاظ من النوم، وهذا طبيعي بسبب نقص إفراز اللعاب وجفاف الفم أثناء النوم.
كما يمكنك وضع يديك على مسافة من الفم والنفخ؛ للتأكد من وجود الرائحة من عدمها.
أختي الكريمة: عند التأكد من وجود بخر فموي مزعج هنا يبدأ البحث بالأسباب وعلاجها، وأول وأشيع الأسباب هو النخور الفموية والتهاب اللثة، ووجود المسافات بين الأسنان.
لذلك يجب النفي قطعا عند الطبيب من عدم وجود هذه المشاكل وبالفحص الدقيق، فهناك الكثير من المشاكل غير ظاهرة للعيان، ويجب عمل سبر للثة وتصوير دقيق بالأشعة، ومن الشائع أن يكون السبب من اللسان، كاللسان العرطل أو اللسان المتشقق، وهذه الحالة لا يوجد أي سبيل إلا تنظيف اللسان بعد كل وجبة، وبواسطة الفرشاة أو مكشاط اللسان الخاص للتنظيف، ومن الوارد أن يكون السبب هو التهاب اللسان الفطري، وهنا يجب العلاج بمضادات الفطريات الجهازية، والموضعية، والتي قد يستمر العلاج بها لمدة لا تقل عن 3 أشهر، بالإضافة إلى كشط وتنظيف اللسان.
أختي الكريمة: بعد نفي أي مسبب فموي يجب البحث عن التهاب الجيوب الأنفية أو التجاويف ضمن اللوزتين، بإشراف طبيب الأنف والأذن والحنجرة، وهو السبب الأشيع الثاني للبخر الفموي.
كما يجب التأكد من عدم وجود مشاكل هضمية، كالارتجاع المريئي تحت إشراف طبيب أمراض الهضم.
أختي الكريمة: لا غنى عن التنظيف بعد كل وجبة طعام، وعند السفر يجب استعمال السواك أو مضغ العلكة الخالية من السكر، ويجب استعمال الخيط بشكل دوري، فهناك الكثير من الطعام لا يزول بالتنظيف بالفرشاة، ويكون سببا للرائحة ولنخر الأسنان.
أختي الكريمة: لا يجوز استعمال أي مضمضة أو أدوية إلا تحت إشراف طبيبك، فمادة الهدروجين بيروكسيد التي تستعملينها لا يجوز استخدامها أكثر من 15 يوما مستمرة فقط، ولغرض علاجي طبي، والاستعمال لمدة أطول يسبب ما يدعى باللسان المشعر الناتج عن تطاول الحليمات الخيطية للسان، لذلك يجب التوقف عن استعمال أي مستحضر إلا بإشراف طبيبك.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، مع أطيب الأماني.