صدمت من حقيقة زوجي، فأنا لا أحس بطعم الحياة!

0 117

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية أشكركم على هذا الموقع، وجزاكم الله خيرا على الاستفادة.

أنا تزوجت منذ 4 سنوات، ولدي ولدان، من إنسان لم تكن تربطني به أي معرفة، فهو يعيش في بلد آخر، أحد أقربائي عرفني عليه وتزوجنا -والحمد لله-.

منذ تلك الفترة وأنا لا أحس أنني أعيش السعادة، لا أحس بطعم أي شيء، أولا: اكتشفت بعد الزواج أن هذا الرجل الذي هو زوجي يشتغل في مقهى لبيع الحشيش، سألته قبل الزواج فقال: إنه مقهى فقط، وأنا كنت لا زلت صغيرة، لم أكن أفهم الكثير في هذه الدنيا، حتى ذلك الذي عرفني عليه كذب علينا، المهم وعدني أنه يوما ما سيغير عمله ولكن بدون جدوى.

هو أيضا إنسان خارج البيت دائما في مقهى مع أصدقائه، يبقى معهم إلى الفجر تقريبا، كنت دائما أتحدث معه لماذا هذا؟ هل هناك تفريطا مني أخبرني به كي أعالجه؟ كل مرة أحاول معه ولكن الصدمة أنني اكتشفت في هذه الأيام أنه يلعب مع أصدقائه على النقود أي القمار.

أنا الآن في حيرة، ولم أواجهه بعد، ولكنني مصدومة، وعيني لا ترى النوم، أرجوكم ساعدوني ماذا علي أن أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم ماهر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
فواضح أنك ووليك تسرعتما في اتخاذ القرار بالزواج قبل أن تبحثوا عن صفات زوجك، وأن ذلك الذي دلكم عليه قد يكون غشكم، وقد يكون مثلكم اغتر بالظاهر ولا يعرف حقيقة هذا الرجل وصفاته ونوع عمله.

لقد أرشدنا نبينا عليه الصلاة والسلام وأمرنا أن نتيقن من توفر صفات شريك الحياة فقال: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، فالدين والخلق صفتان متلازمتان لا تنفكان أبدا، وهما صمام أمان للحياة الزوجية السعيدة، وصاحب الدين والخلق إن أحب زوجته أكرمها وإن كرهها سرحها بإحسان.

الآن أنت أم لطفلين، وعليك أن تتحملي وتصبري وألا تتعجلي في اتخاذ أي قرار، وعليك أن تقتربي من زوجك أكثر، وتجتهدي في إصلاح حاله برفق ولين.

أفضل ما تعالجين به حال زوجك هو ربطه بدينه، وتوثيق صلته بربه، والاجتهاد في تقوية إيمانه من خلال التشارك معه في الأعمال الصالحة وأهمها أداء ما افترض الله عليه من صلاة، وصوم، ثم الإكثار من النوافل والتي ستؤدي على تقوية إيمانه، وقوة الإيمان ستولد في نفسه الخوف من الله ومن عقابه، وسيوجد في نفسه حاجزا يمنعه من الوقوع في المعاصي.

ساعديه على أن يغير عمله، ورفقاء السوء الذين يجرونه إلى لعب القمار المحرم، فالقرين يؤثر بقرينه كما قال عليه الصلاة والسلام: (إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) ويقال في المثل: الصاحب ساحب.

تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وسلي الله تعالى أن يصلحه ويلهمه الرشد، وأن يصرفه عن رفقاء السوء، وتحيني أوقات الإجابة كما بين الأذان والإقامة والثلث الأخير من الليل، ويوم الجمعة ما بين العصر والمغرب، ويوم الأربعاء ما بين الظهر والعصر.

اجتهدي في إبقائه في البيت ولو ساعات بالتدريج، واجعلي بيتك جاذبا له من خلال حسن ترتيبه.

يمكن أن تعالجي زوجك من خلال نقاط ضعفه التي يمكنك أن تكتشفيها والتي لا يقدر على مفارقتها، فتمنعيه منها فإذا شعر بمرارة مفارقتها سعى إليها بترك بعض العادات والسلوكيات السلبية.

حذرية من أكل الحرام، أو يؤكلكم من الحرام، وبيني له أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أيما جسد نبت من السحت فالنار أولى به)، وأن الله يمحق بركة الرزق إن خالطه الحرام.

استعيني عليه بعد الله بالصالحين من زملائه وأهله دون أن يشعر أنك من طلب منهم ذلك، ولا تبيني لهم ما يقوم به من الأعمال، ولكن لتكن النصيحة بشكل عام، فمن الناس من جعلهم الله مفاتيح للخير مغاليق للشر، ولعل كلمة من هنا وأخرى من هناك تؤتي ثمارها، والقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.

الزمي الاستغفار، وأكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فذلك من أسباب تفريج الهموم، ففي الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله أن يصلح زوجك ويلهمه الرشد إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات