السؤال
السلام عليكم.
مشكلتي هي أني أعاني من الرهاب الاجتماعي والعزلة، ولا يوجد لدي أصدقاء، والأعراض التي أعاني منها هي سرعة النبض وتسارع في الكلام أثناء التحدث، أتعرض للسخرية في المدرسة بسبب أني صامت لا أتحدث، أشعر أني أقل من الآخرين، وفي الإجازة دائما جالس في بيت ليس لدي أفراد عائلة أو أصدقاء.
أعاني من فراغ، وكسل، أشعر أن عمري 60 عاما، مع أني ابن 18 سنة، أشعر بالغيرة من الذين في نفس سني، ولا أستطيع الذهاب إلى مختص، ما علاج الحالة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما دمت تعاني من سرعة في النبض فلابد أن تذهب إلى طبيب، وإن كنت لا تريد أن تذهب إلى الطبيب النفسي فيجب أن تذهب إلى طبيب الأسرة أو الطبيب الباطني لتجري الفحوصات الطبية الرئيسية.
قد يكون القلق النفسي والتوتر هو السبب في سرعة النبض، لكن لابد أن نتأكد عضويا أن كل شيء سليم، خاصة وظائف الغدة الدرقية، ومستوى الدم، لأن فقر الدم يؤدي إلى سرعة النبض، وكذلك زيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية.
أنت لديك مفاهيم خاطئة عن نفسك، لديك سوء تأويل، حيث أنك ذكرت أنك تتعرض للسخرية في المدرسة بسبب أنك صامت، ليس من الضروري أن تكون هنالك سخرية، وفي ذات الوقت ما الذي يجعلك صامتا، أنت لست بأقل من الآخرين على العكس تماما، يجب أن تنظر إلى نفسك كإنسان قيم فاعل شاب له تطلعات مثلك مثل الآخرين، تجتهد في تحصيلك الدراسي، تصلي صلواتك مع الجماعة، لأن الصلاة مع الجماعة تروض النفس وتزيل الخوف والرهبة الاجتماعية.
قم بممارسة رياضة جماعية مثل كرة القدم، وتطلع مع أصدقائك من أجل الترفيه بالحاجات الطيبة والجميلة المباحة، هكذا الحياة وهكذا العلاج، والأمر في غاية البساطة.
داخل المنزل لا بد أن تكون لديك مشاركات إيجابية، أن ترتب خزانة ملابسك، أن تساعد إخوتك ووالديك، أن تكون شخصا منظما لوقتك يقتضى بك، تنام في وقت معين، تستيقظ في وقت معين، كل شيء في مكانه، كل شيء في زمانه هكذا الحياة أيها الابن الفاضل.
أنا أعتقد أنك إذا انتهجت هذا المنهج ستتخلص تماما من هذه الأعراض التي تحدثت عنها، وكما ذكرت لك الرياضة مهمة، وتطبيق تمارين الاسترخاء أيضا مفيد جدا.
إسلام ويب اعدت استشارة رقمها (2136015) أرجو أن ترجع لهذه الإرشادات التي أوردناها في تلك الاستشارة وتستفيد منها، ولن تستفيد إذا لم تطبقها بانتظام.
هذه نصيحتي لك، تسارع الكلام حين تطبق تمارين الاسترخاء ستجد حقيقة أن تسارع الكلام قد اختفى، ودرب نفسك وأنت في البيت، اقرأ مثلا قطعا أو ارتجل قطعا معينة واقرأها وقم بالقراءة بهدوء، ويا حبذا لو تعلمت تجويد القرآن على أحد المشايخ، لأن التجويد هو وسيلة عظيمة جدا لأن تحكم الإنسان في طريقة إخراجه للحروف وتحكم في النبرة وسرعة الكلام، والربط بين التنفس أي الشهيق وبداية الكلام يعلم الإنسان أيضا البطء في الكلام هذا هو الذي أنصحك به وفي مثل عمرك لا أنصح باستعمال الأدوية المضادة للرهاب.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.. وبالله التوفيق والسداد.