السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
عندي مشكلة لا أعلم كيف حصلت لي، وما هي في الأساس، أشعر بإحساس داخل جسمي يهتز بدون توقف، أحسه غالبا بين الرجلين ومنطقة الظهر والرقبة من بداية ما أستيقظ إلى أن أنام ما يروح أبدا، لا أشعر بهذا الإحساس عند المشي والحركة إلا عند التوقف، أو الراحة والجلوس على الكنب، أو الاستلقاء على الظهر، بالإضافة إلى آلام في المفاصل والعضلات لثوان قليلة وتذهب، وحركة بعض عضلات الجسم لا إراديا لثوان وتذهب أيضا، وبعض الأحيان أعاني من ضيقة في التنفس، تسبب لي قلقا كثيرا واكتئابا.
علما أني أذهب لكثير من الدكاترة، وعملت رنينا مغناطيسيا للدماغ وتحاليل لوظائف الجسم -والحمد لله- كل شيء سليم.
قبل أن تحدث لي هذه الحالة كان لدي قلق كثير جدا وتعرق في اليدين، وبرودة في الرجل بدون سبب.
علما أن القلق الآن أخف من أول، لكن أكثر الأعراض موجودة، ولم تذهب، وذهبت إلى دكتور نفساني، ولكني لم أستخدم الحبوب إلى حد الآن.
وجزاكم الله خيرا، والله يشفي الجميع.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أخي: الحمد لله تعالى أنت قمت بكل الفحوصات الطبية المطلوبة، وكلها كانت سليمة، وهذا الاهتزاز الجسدي يأتيك في حالات التوقف ولا يظهر عند الأنشطة الجسدية، وهذا دليل على أنه غالبا ناتج من نوع من القلق أو التوتر الداخلي، وهذا نسميه عرض نفسوجسدي، أو ما يعرف بأعراض الجسدنة للقلق، أنا أرى أن الرياضة سوف تكون علاجا ناجعا جدا في حالتك، خاصة رياضة المشي، وأن تحاول أن تعبر عن ذاتك لا تكتم؛ لأن الكتمان يؤدي إلى احتقانات نفسية داخلية، وهذه الاحتقانات والتوتر كثيرا ما تنعكس على أجسادنا في شكل آلام أو في شكل اهتزازات، أو رجفة أو شيئا من هذا القبيل.
فإذا أحسن التواصل الاجتماعي، وعبر عن ذاتك، ومارس الرياضة، وتجاهل هذه الأعراض أعتقد هذه الشروط العلاجية الرئيسية.
بالنسبة لاستعمال الدواء أخي هنالك دواء بسيط جدا يسمى دوجماتيل، واسمه العلمي سلبرايد دواء بسيط، وجيد جدا لعلاج هذه الأعراض النفسوجسدية، أنا أقترح حقيقة أن تتناوله حتى تكتمل عناصر العلاج جميعا؛ لأننا تحدثنا عن الرياضة وتحدثنا عن التواصل الاجتماعي فلا بد أن يكون هنالك دواء، جرعة الدوجماتيل هي أن تبدأ بـ 50 مليجراما ليلا لمدة 10 أيام، ثم تجعلها 50 مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر، ثم خفضها واجعلها 50 مليجراما ليلا لمدة شهر ونصف، ثم توقف عن تناول الدواء، دواء سليم، وليس له آثار جانبية شديدة أو إدمانية.
أخي الكريم: عليك بإجادة التواصل الاجتماعي، والقيام بالواجبات الاجتماعية، والصلاة مع الجماعة، وأن تصل رحمك، وأن تطور نفسك مهنيا هذه كلها تصرف الانتباه عن هذه الأعراض النفسوجسدية، لأن الإنسان حين ينكب حول ذاته وتكون ذاته هي مركز الاهتمام الشديد هذا يجعل مثل هذه الأعراض تظهر، أما إذا كان الإنسان منطلقا في الحياة وفعالا ويفيد نفسه وغيره ويحسن إدارة وقته هذا قطعا يعالج مثل هذه الأعراض وأنت صغير في السن وحباك الله تعالى بقوة الشباب واندفاع الشباب فاجعله إيجابيا وحاول أن تستثمره على أحسن ما يكون.
نشكرك على الثقة في إسلام ويب.