تركت خطيبتي من أجل الحجاب والآن أشعر بالذنب!

0 87

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا كنت خاطب فتاة من أسرة متدينة، وكانت تلبس البنطلون الواسع، والطرحة القصيرة التي تغطي الرقبة فقط، ولا ترتدي الجوارب، وتضع بعض المكياج الخفيف، قلت في نفسي والمحيطين بي نصحوني بأن الأسرة والبيئة سوف تغيرها، خصوصا وأنها قبل الجامعة كانت ملتزمة بالزي الشرعي، سألتني عن رأيي في المكياج واللبس وقلت لها حرام، فرفضت كلامي بشدة، وقالت: أنت رأيتني كما أنا ولن أتغير، تكلمت مع والدها وقال: إنها سوف تتغير مع الوقت والعشرة.

تكرر كلامي معها في هذا الأمر، واتفقت معها أنها لا بد وأن تلتزم بالزي الشرعي، وإننا سوف نأخذ برأي جمهور العلماء بعد ذلك، وبعد أشهر سألتها عن ماذا حدث في الأمر، قالت: إنها سمعت رأي شيخ، وإن ما تفعله ليس حراما، وإنها لن تتغير.

تكلمت مع والدها، وقالت له إما أن نلتزم برأي جمهور العلماء، وإما إنهاء الخطبة، فعرض عليها الأمر وردت بالرفض وإنهاء الخطبة.

الآن كل المحيطين بي يلومونني أنني كنت متسرعا في هذا الأمر، والأفضل الصبر إلى بعد الزواج؛ لأنه يغير كل شيء، خصوص أنا عندها ميزات كثيرة.

أنا الآن في حالة نفسية سيئة إحساسا مني بالذنب، خصوصا أننا كنا نعد للزواج بعد شهر، وهذه الحالة النفسية أحيانا تدعوني للرجوع، أرجوكم أشيروا علي فهل علي حق؟ وهل قرار الرجوع صائب؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا وأخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يضع في طريقك صالحة تقية، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

لقد أحسنت بإصرارك على الحجاب الصحيح، والحجاب شريعة الله التي لا يملك أهل الإيمان أمامها إلا أن يقولوا سمعنا وأطعنا، قال سبحانه: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم).

ليس هناك داع للتأسف، ولوم الناس لك ليس في محله، ورجوعك إليها دون التزام منها بالحجاب سوف يفقدك السيطرة على الوضع، لأن الفتاة لم تطع ربها، ولم تطع والدها، ولم تطعك، ونتمنى أن يتوجه من له صلة بها إليها بالنصح فإن استجابت فلا مانع من الرجوع إليها، وإن أصرت واستمرت على ما هي عليه فستجد من الملتزمات بالحجاب من تغنيك وتسعدك.

أرجو أن يلاحظ كل من يلومك أن الفتاة لم تسمع كلامكم جميعا، وأنها اختارت فسخ الخطبة، ونحب أن نؤكد أن أمر الوالد أو الزوج بالمندوب يصيره واجبا لأن طاعتهم في طاعة الله واجبة، فكيف إذا كان المطلوب من الواجبات؟

هذه وصيتنا لجميع الأولياء والدعاة والمربين بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ثم بضرورة تربية الناس على أن أمر الحجاب ليس قابلا للأخذ والرد، كيف وقد قال الله لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المسلمين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين)، وقال تعالى: ( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها)، وقال سبحانه: (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) إلى غير ذلك من الآيات والاحاديث.

نكرر لك الشكر على الحرص، ونرحب بك مجددا في موقعك بين آبائك وإخوانك، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يزيدك خيرا وثباتا، وأن يعوضك خيرا، وأن يلهمك السداد والرشاد والطاعة لرب العباد.

مواد ذات صلة

الاستشارات