السؤال
السلام عليكم
شاب رأى فتاة بالصدفة، فأعجبته فأرسل لها من هي ثقة، فوافقت مبدئيا، وقد اشترط عليها ألا تعمل بعد التخرج، فوافقت رغم أن أمها عارضت الأمر؛ ولأنه لم يرها في المرة الأولى جيدا اختار أن يراها خارج المنزل قبل الرؤية الشرعية، فصلى استخارة وتعسر أمر رؤيتها؛ لأنها لا تخرج في الغالب إلا للجامعة، وقد سأل جيرانها فلم يجيبوا إلا بالثناء عليها وعلى عائلتها، لكن الشاب متردد، فأحيانا تأتيه أفكار من ناحية شكلها، وأحيانا تردده من ناحية تدينها، هل يقدم على رؤية شرعية أم لا؟ وهو لا يدري إن كانت تقبل بتغطية الوجه.
علما أنها ترتدي الجلباب بدون ستار الوجه، فهل يرسل إليها إن كانت ستقبل أم يترك الأمر حتى جلسة الرؤية؟ وهل معارضة والدتها لأمر عملها بعد تخرجها يعد سببا لعدم إقدامه؟
وبارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارت أقول:
أوصي هذا الأخ أن يحرص على توفر الصفات التي ينبغي أن تتوفر في شريكة حياته، وأهمها: أن تكون على دين وخلق، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (تنكح المرأة لأربع لدينها وجمالها ومالها وحسبها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)، ومعنى "تربت يداك" أي: التصقت بالتراب، فلا خير في زوجة لا دين لها، ولا بركة فيمن كانت سبب فقر زوجها.
ليحرص هذا الأخ على البحث والسؤال عن كيفية تعامل أم هذه الفتاة مع زوجها هل هي متسلطة أم أن حياتهم تسير بالتفاهم والتشاور؟ وهل الحياة في البيت مستقرة أم مضطربة؟ فإن البنت في الغالب تكون نسخة من صفات أمها، وهذا سيساعده في اتخاذ القرار.
التفكير العاطفي في أمر الزواج عواقبه ليست جيدة، والتعجل قد يسبب الندم خاصة في مشروع كبير كالزواج، يقول عليه الصلاة والسلام: (التأني من الله والعجلة من الشيطان).
كونها موافقة على ترك العمل بعد الزواج مؤشر جيد على أنها ستكون مطيعة له، وإن كانت أمها مصرة على أنها لا بد أن تعمل فيمكن أن يكتب في وثيقة العقد أن يكون ذلك بحسب التراضي بين الزوجين، أو لا مانع من أن تعمل إلا إذا اتفقت مع زوجها على ترك العمل؛ لأني لا أريد أن يكون كلام أمها عائقا ومانعا من إتمام الزواج طالما وأنهما متفقان فيما بينهما.
لا داعي لطلب رؤيتها خارج البيت مرة أخرى، وركز على البحث في صفاتها وصفة أسرتها، والنظرة الشرعية بعد ذلك ستكون في بيت أهلها، وله أن يقرر حينها؛ لأن هذه النظرة نظرة شرعية لا يأثم عليها، وكذلك إن كان يدرس معها في الجامعة فلا بأس أن يتحين الفرصة المناسبة للنظر إليها مرة أخرى داخل الجامعة سواء مرة أو أكثر، فإن اقتنع فلا يجوز له بعد ذلك أن يبقى ينظر إليها؛ لأن ذلك خروج عما أباح الله كونه نظر شهوة، وإن لم يقتنع فليعرض عن الموضوع برمته.
لا بأس أن يرسل إليها مع تلك الفتاة التي أخبرتها برغبته في الزواج منها ليتأكد من قبولها بتغطية وجهها؛ لأن ذلك سيكون من ضمن الأسباب التي ستجعله يتخذ القرار.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك ولذلك الشاب التوفيق والسعادة.