وسوسة قهرية وطفولة قاسية أثرت على حالتي النفسية والمزاجية!

0 78

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر ٢٠ سنة، ملتزم دينيا، قضيت طفولة قاسية من الإهمال، وأصبت بمرض الوسوسة القهرية وتوتر الأعصاب، والخوف، والقلق الاجتماعي، وأيضا التأتأة وصعوبة إيجاد الكلمات للتعبير عند التفكير بالرد على سؤال ما، وضعف بالمهارات الاجتماعية، ونسيان، وصدمة عاطفية.

حالتي النفسية متقلبة بين سعيد وتعيس، ومدة التقلب تحدث بسرعة قياسية، بالإضافة إلى أني لا أفهم أحداث المجتمع، وماذا يجري حولي.

أتناول حاليا مثبت مزاج يدعى جابريكا، ونوعا من الفيتامينات اسمه كوبال عيار ٥٠٠ غرام.

أرجو تشخيص حالتي، ومساعدتي لتخطي هذه المرحلة، وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: ذكرت أنك مررت بوسوسة قهرية، ووصفت طفولتك بالقاسية، والآن تتكلم عن نفسك وعن مهاراتك ومشاعرك بصورة سلبية جدا.

يصعب علي حقيقة أن أضع أي معايير تشخيصية محددة، لكن الإطار العام يشير إلى أنك ربما تعاني من حالة القلق الوسواسي، سببت لك عسرا في مزاجك، أي درجة بسيطة من الاكتئاب النفسي، وهو الذي يجعلك تنحى المنحى السلبي من ناحية الأفكار والمشاعر وكذلك الأفعال، وهذا يجب أن يبدل ويجب أن يتم تغييره، الحياة خلقها الله تعالى بثنائية عظيمة، كل شيء يقابله شيء آخر، الشر موجود لكن الخير أكثر، الحرام موجود لكن الحلال أكثر، الاكتئاب موجود لكن الفرح والسعادة أكثر...وهكذا.

إذا: التخير الفكري لما هو إيجابي هو المطلوب، وأنت صغير في السن، الله تعالى حباك بميزات عظيمة جدا. لا تتضجر حول الطفولة؛ فالطفولة قد انتهت، وأنت الآن في مقام الرجال، ما الذي تريد أن تقوم به؟ كيف تبني ذاتك؟ كيف تطور نفسك؟ كيف تتحصل على الدرجات العليا؟ الزواج، العمل، الاهتمام بدينك وبوالديك، ممارسة الرياضة، وأن تعيش حياة صحية، وأن تقرأ وأن توسع آفاقك، وأن تكون لك صداقات مع الصالحين من الناس... هذه هي الحياة، وهذه هي الطريقة التي تتخطى بها هذه المرحلة.

اجعل ديدنك ومبدؤك وتوجهك في الحياة على الأسس العامة التي حدثتك عنها، وهي ليست مستحيلة التطبيق أبدا.

بالنسبة لمثبت المزاج الذي ذكرته: حقيقة هو غير معروف بالنسبة لي، وهذا قد يتطلب أن تراجع طبيبك مرة أخرى، وتحدثه عما ذكرناه لك، وإن كان هنالك حاجة لدواء محسن للمزاج أو مضاد للقلق أو مثبت للمزاج سوف يقوم الطبيب بإعطائك العلاج السليم والمناسب لك.

بالنسبة للفيتامينات: حقيقة أنا لا أرى داع للفيتامينات، إلا إذا كان الإنسان يعاني من نقص في الفيتامينات، أي إذا الفحص المختبري أثبت ذلك، بخلاف ذلك لا أرى حاجة لها، بل على العكس تماما إذا كان الإنسان في وضع جسدي صحي وتناول فيتامينات دون حاجة لها سوف تترسب في الكبد، ولها مضار.

اجعل غذاءك متوازنا، اعتمد على الفحوصات الطبية المختبرية، إن كان الدم سليما ووظائف الجسد كلها سليمة فلا داعي لتناول أي فيتامينات، عش حياة صحية فقط: طعام متوازن، وممارسة للرياضة، ونوم مبكر، الاجتهاد في الدراسة وفي تحصيل العلم، ومحافظة على العبادات وغير ذلك من الواجبات الاجتماعية والدينية وإعطاء النفس حظها من الراحة والترفيه الطيب...؛ هذه هي الكيفية التي يجب أن تعيشها وتعيش بها وتعيش لأجلها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات